ما هي قصة الصفا والمروة وماء زمزم للأطفال والكبار؟

الجزيرة العربية التي شهدت حَدَثاً عَظِيماً غير مجرى تاريخ الأرض من مشرقها إلى مغربها. فلقد هئ المولى سبحانه وتعالى أرض مكة لتشهد ذلك الحدث العظيم، ألا وهو بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم-. ولكن قبل البعثة الشريفة حدثت قصة عظيمة، وهي قصة ماء زمزم والسيدة هاجر.

قصة الصفا والمروة وماء زمزم
قصة ماء زمزم والسيدة هاجر

قصة الصفا والمروة وماء زمزم

بدأ عمار مكة عندما توجه إليها الخليل إبراهيم عليه السلام ومعه زوجته السيدة هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام، وفي ذلك الوقت كانت أرض مكة صحراء قاحلة، لا ماء ولا بشر فيها.

ربما يكون من الصعب على شيخ كبير رزقه الله تعالى بالذرية على كبر أن يضع طفله وأمه بأرض موحشة، لا طعام فيها ولا ماء؟ لكنها حكمة الله البالغة. فقد كان الأمر في ظاهره المشقة، وفي بطنه كثير من الرحمات والخيرات، ومضى إبراهيم راجعاً من غير أن يشغل نفسه ببناء بيت يأوي إليه ابنه وزجته.

لماذا ترك إبراهيم عليه السلام هاجر

أمر الله تعالى خليله إبراهيم أن يسكن زوجته هاجر وابنه إسماعيل في وادي مكة، فنفذ إبراهيم عليه السلام أمر ربه وأسكنهما هناك، وترك لهم قبل أن يغادر جراب تمر وسقاء من الماء.

﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ [ سورة إبراهيم: 37]

وعندما أراد إبراهيم الرحيل عنهما تبعته زوجته هاجر وسألته: يا إبراهيم إلى من تكلنا هنا؟ رد عليها سيدنا إبراهيم: على الله رب العالمين. فقالت له أم إسماعيل: لن يتركنا الله. رضيت السيدة هاجر بما قضى الله تعالى، وما أن جف ضرعها وأصبح لا يدر الحليب لترضع صغيرها، صرخ الطفل من شدة الجوع.

سبب الهرولة بين الصفا والمروة

أخذت السيدة هاجر تلتفت يمينا ويسارا تبحث عن الماء بعيون تملؤها الحسرة على صغيرها، لتترك ابنها وتهيم على وجهها، وتهرول وتتردد بين جبلي الصفا والمروة حتى أكملتها سبعا.

وفي لحظة يأس جاءت الرحمة الإلهية، أرسل الله تعالى جبريل عليه السلام فضرب الأرض بجناحه تحت أقدام إسماعيل عليه، السلام ليتفجر ماء زمزم.

عندما سكنت قبيلة جرهم مكة

ساق الله تعالى إلي إسماعيل وأمه السيدة هاجر من يسكن بجوارهم بمكة، فلقد كانت قبيلة جرهم تبحث عن مصدر للماء ليجدوا بئر زمزم، ذهب القوم واستأذنوا أم إسماعيل ليقيموا بجوارها، فأذنت لهم وسكنوا أرض مكة.

شب إسماعيل عليه السلام بينهم، وتعلم منهم اللغة العربية، وتزوج منهم، ثم جاء أمر الله إلى إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا الكعبة. وبينما يرفع إبراهيم عليه السلام قواعد الكعبة دعا الله تعالى أن يبعث في هؤلاء القوم نبياً منهم يتلوا عليهم آياته ويعلمهم الحكمة.

عمرو عكاشه
عمرو عكاشه
عمرو عنتر عكاشه، كاتب ومدون مصري أحب القراءة والكتابة منذ صغري، كما أحب التدوين وقراءة القصص منذ ذلك الوقت.
تعليقات