قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول ﷺ | مواقف مؤثرة من حياة النبي

author image

سنذكر في موضوعنا اليوم قصص قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول ﷺ وذلك خير دليل على عظمة أخلاقه قبل البعثة وبعدها. فقد عُرف النبي ﷺ بين قومه بالصادق الأمين، حتى إن أعداءه شهدوا بصدقه وأمانته. في هذا المقال نستعرض أبرز المواقف التي تجسد أمانة الرسول ﷺ، مثل قصته مع السيدة خديجة، وكيف كانت الأمانة سببًا في زواجهما، بالإضافة إلى قصة مؤثرة من التاريخ الإسلامي تُظهر جزاء الأتقياء الأمينين.

قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول
مواقف الأمانة في الإسلام

قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول

نبدأ بقصة الصادق الأمين، كان النبي ﷺ يأمنه قومه على أعز ما يملكون، سواء قبل البعثة أو بعدها. بالرغم من العداء الذي كنه له قومه بعد بعثته، إلا أنهم لم يستطيعوا إنكار أمانته في قوله أو فعله ﷺ.

زواج النبي ﷺ من خديجة بسبب الأمانة

لقد كانت أمانته ﷺ سبباً في طلب السيدة خديجة رضي الله عنها أن تتزوج به. لقد كان الرسول محمد ﷺ هو من يدير تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها في بلاد الشام. لم تطلب السيدة خديجة رضي الله عنها الزواج صدفة من الرسول ﷺ، بل مما سمعته من غلامها ميسرة عن مدى أمانته وصدقه في جميع تعاملاته، فلما سمعت ما سمعت عنه ﷺ بهرت بصفاته الحميدة ورغبت في الزواج به.

الأمانة في القرآن والسنة

ليس هذا فقط، بل إن أكبر وأعظم أمانة حملها ﷺ وأداها حسن الأداء هي أمانة الرسالة وتبليغ الوحي. هذه الرسالة الشريفة التي كلفه الله جل وعلا بتبليغها للخلق كافة من الثقلين الجن والإنس.

من أعظم الأخلاق التي حثنا عليها الإسلام بالقرآن الكريم وبسنة نبينا الكريم هي الأمانة والصدق في القول قبل الفعل والعمل وهناك حديث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال رسول الله ﷺ: 

إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ. صدق رسول ﷺ

كما قال تعالى في كتابه الكريم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58].

قصة أبي عقيل: جزاء الأمانة في الدنيا

لقد حث الإسلام على الأمانة، وهناك قصة قصيرة عن الأمانة حدثت في الحج بطلها عالم اسمه أبو عقيل، فقد قال رحمه الله؛ بينما كنت في الحج وجدت عَقِدَ بخيط أحمر لا يقدر بثمن وقد كنت فقيرا، فسألت عن صاحبه، فدلتني الناس على شيخ كبير فسألته، هل لك عَقِدَ ضائع، قال نعم، قال ما مواصفاته، قال كذا وكذا، قال خذ لقد كنت أبحث عنك في الحج.

بعد انقضاء  موسم الحج، ذهب العقيل إلى بيت المقدس، ثم اتجه لبلاد الشام قبل أن يعود إلى بلده وعندما وصل إلى حلب كان الجو بارداً جدًا وكان فقيرا وجائعا فلم يجد مكاناً يبيت فيه، فصلى في المسجد ثم بات فيه.

فلما وجبت صلاة الفجر حضر الناس وقد رأوه فاستشفوا ما فيه من علم ودين، فطلبوا مني أن أصلي بهم صلاة الفجر، فطلبوا مني المكوث معهم أيام مديدة، وفي أحد الأيام قالوا لي أن شيخهم قد توفي وأن له بنتاً يمكنه الزواج بها والمكوث معهم، فقال لهم أنه لا يملك شيئاً للزواج، فقالوا له لا بأس فهي ميسورة الحال.

فلما ذهب لطلب يدها وافقت، فلما دخل بها رأي معها العقد نفسه الذي وجده في الحج فقال في نفسه، سبحان الله وسألها من أين لك هذا العقد، فقالت له إنه لي فلما قص عليها قصة العقد الذي وجده في الحج حتى قالت سبحان الله، أن هذا الرجل هو والدها وهو إمام المسجد الذي توفاه الله.

كما قالت له، أن أباها كان دائماً الحديث عنه وعن أمانته، وأنه كان يدعو الله أن تتزوج ابنته مثل هذا الرجل، لكنه لم يعلم أن الله قد استجاب لدعوته وزوجها الرجل نفسه وليس شبيهاً له.

وهكذا تظل قصة الأمانة في عهد الرسول ﷺ نبراسًا يهدي إلى الخير، ويُذكّرنا بأن الصدق والأمانة هما أساس الثقة والعزة في الدنيا والآخرة. كان وما زال نبينا الكريم قدوة لنا في كل معاملة، لنجعل الأمانة شعارنا كما كانت شعاره ﷺ.