حدوتة قبل النوم للأطفال: قصة الخراف السبعة والذئب الشرير
كان يا مكان في غابة خضراء جميلة أُمُّ نعجة لديها سبعة خراف صغار تعشقهم بكل قلبها. كانت الأم كل مَساءً تجمع صغارها حولها تقدم لهم توت الغابة الشهي وتروي لهم أجمل الحِكاياتُ قَبْلَ النَوْمِ, تملأ الليل دفئا وسكينا. دعونا نتعرف على قصة الخراف السبعة والذئب الشرير؟
قصة الخراف السبعة والذئب
كان يا مكان أم لديها سبعة خراف صغيرة، في أحد الأيام اضطرت الأم النعجة للذهاب إلى الغابة المجاورة لتبحث عن الطعام لصغارها الخراف السبعة. قبل أن تغادر جمعت صغارها وقالت لهم بصوت دافئ، أحبائي سأترككم قليلا احذروا أن تفتحوا الباب للغرباء, واحذروا الذئب الماكر إنه يتنكر ويخدع الأطفال.
عندها ببراءة وفضول تساءل أحد الصغار كيف نعرف الذئب الشرير يا أمي؟ ردت الأم ستعرفونه من خشونة صوته وسواد قدميه، الصغار بصوت واحد؛ أمي الحبيبة سنكون حذرين ونحمي أنفسنا فلا داعي للقلق في أثناء غيابك. عندما غادرت الأم نحو الغابة لجلب الطعام. كان الذئب الشرير يتربص في الظلال يراقبها من بعيد بصمت، وبمجرد رؤيته لها تبتعد تمتم لنفسه وهو يلعق شفتيه، وهنا يبدأ الاختبار الحقيقي للخراف السبعة.
انطلق الذئب الشرير نحو باب منزل الخراف السبعة وطرقه، اندفع أحد الخراف السبعة نحو الباب قائلا بحماس هي لقد عادت آمنا، لكن البقية سارعوا إلى إيقافه وصاحوا من خلف الباب من يطرق الباب؟ أجابهم الذئب بصوته الأجش افتحوا الباب يا صغاري الأعزاء أمكم عادت وأحضرت لكل منكم هدية جميلة من الغابة.
لكن الخراف الصغيرة سرعان ما تعرفت على الذئب من خلال صوته الخشن، ردوا عليه لن نفتح الباب أنت لست آمنا، أمنا صوتها ناعم وحنون، بينما أنت صوتك خشن أنت الذئب الشرير. غضب الذئب غضبا شديدًا عندما فشلت محاولته الأولى، ففكر في فكرة شيطانية.
قام ذلك الذئب الشرير بالذهاب إلى أحد الباعة واشترى منه علبة طباشير كبيرة، ثم تناولها دفعة واحدة ليجعل صوته أنعم. عاد الذئب الشرير إلى الكوخ ووقف أمام الباب ونادى بصوت رقيق افتحوا الباب يا صغار الأعزاء أمكم عادت وأحضرت لكل منكم هدية جميلة من الغابة.
لم يرد الخراف السبعة التسرع مثل المرة السابقة فقالوا لبعضهم، انتظروا دعونا نتحقق أولاً من لون أقدام الطارق، وضع الذئب أقدامه السوداء على النافذة لمحها الصغار وصاحوا جميعهم، لن نفتح الباب أقدام آمنا ليست سوداء كأقدامك أنت الذئب المكار.
بعد فشله المتكرر بالإيقاع بالخراف السبعة، فقد الذئب صبره وانطلق نحو الخباز مدعيا ألمًا مزيفًا، أوه لقد جرحت قدمي غطيها بعجين لو سمحت. بعد أن أطاعه الخباز هرع الذئب إلى الطحان وطلب بإلحاح أن يرش دقيقا أبيض عليه، تردد الطحان في البداية ولكن بعد تهديد الذئب الصريح انصاع الطحان لأوامر الذئب خائفًا ونفذ طلبه.
عاد الذئب للمرة الثالثة إلى باب الكوخ، طرق الباب وقال بصوت ناعم، افتحوا الباب يا خرافي الأعزاء أمكم عادت وأحضرت لكل منكم هدية جميلة من الغابة.
فتح الخراف السبعة الباب لكن من دخل البيت ليس أمهم إنما الذئب الشرير، حاول الصغار الاختباء قفز أحدهم تحت الطاولة، والثاني تسلل إلى السرير، والثالث اختبأ في الفرن، والرابع في خزانة المطبخ، والخامس في المدفأة، والسادس تحت الحوض، والسابع دخل في حافظة الساعة.
لكن الذئب الماكر كشف مخباءهم جميعًا وابتلعهم بلا شفقة واحدا تلو الآخر، إلا أصغرهم الذي اختباء في الساعة، حيث بقي مختفيًا يرتجف فيها.
بعد أن تناول الذئب وجبته، راح في النوم تحت ظل شجرة خضراء قريبة من منزل الخراف السبعة. فلما عادت الأم وجدت باب البيت مفتوحاً، ففزعت وعندما دخلته وجدت كم هائلاً من الفوضى، فخافت وراحت تفكر فيما حصل.
بدأت أم الخراف السبعة بالنداء على صغارها بفزع والدموع تنهمر من عينيها سوفي، ميمي، بياض، غزل، نعيم، شديل، لكن لا أحد يرد عليها.
وعندما وصلت الأم إلى اسم الخروف الصغير "مروج"، رد عليها بصوت خائف أنا هنا يا أمي مختبئ في الساعة. فخرج الخروف الصغير وحكى لها ما فعله الذئب، وكيف ابتلع إخوته الآخرين.
غمر الحزن العميق الأم لكنها لم تستسلم لليأس، سارت الأم برفقة الخروف الصغير للبحث عن باقي الخراف، توجها نحو المروج حيث وجدا الذئب نائمًا تحت ظل شجرة يُشخر بصوت قوي يهز الأغصان.
وفي لحظة صمت لاحظت حركة غريبة في بطنه المنتفخ يا إلهي! هل يمكن أن يكون أطفالي الأعزاء لا يزالون على قيد الحياة داخله؟ أرسلت الأم الخروف الصغيرة إلى البيت فجلب لها مقصا وإبرة وخيطا، وبعناية فائقة شقت الأم بطن الذئب وبمجرد فتحه اندفع الخراف الستة للخارج نابضين بالحياة والحيوية.
قد يعجبك: قصة جاك ونبتة الفاصوليا السحرية
أردت الأم معاقبة الذئب الشرير، بسرعة ملأت بطن الذئب بالحجارة الثقيلة كبديل لصغارها، ثم قامت بتخيط بطنه بحذر. عندما استيقظ شعر الذئب بعطش شديد يلسع حلقه، فتحرك نحو النهر ليشرب، ومع كل جرعة ماء كان يشعر بثقل غير معتاد في بطنه. لم يستطع الذئب الشرير الوصول للماء، فانحنى أكثر نحو البركة ولكن الحجارة كانت ثقيلة جدا، فغرق هذا المكار أما عين الأم وخرافها السبعة الذين فرحوا بنهاية هذا الذئب الشرير.
في ختام قصتنا عن الخراف السبعة والذئب، نذكركم بالنهاية السعيدة، حيث عاشت الأم وخرافها والحيوانات كلها بسلام وأمان، في مروجهم الخضراء ولم يعكر صفو حياتهم أي خطر، وتعلم الصغار درسًا ثمينا عن الحذر والحكمة في التعامل مع الغرباء فكانوا يرددون كل نهار طالما آمنا خارج الدار لن نفتح الباب لأي زوار.