طارق بن زياد ومعركة وادي لكة: قصة فتح الأندلس التي غيرت التاريخ

author image

في العام 711م، قاد طارق بن زياد جيش المسلمين عبر مضيق جبل طارق نحو الأندلس، حيث خاض هناك معركة وادي لكة الحاسمة ضد السقوط الغربيين. كان النصر حليف المسلمين في هذه المعركة، لتكون بداية ل 8 قرون من الحضارة الإسلامية والتقدم والازدهار في أوربا. في قصة فتح الأندلس، سنستعرض قصة هذا الفتح التاريخي: أسبابه، أحداثه، ونتائجه التي غيرت وجه العالم.

قصة فتح الأندلس

تاريخ فتح الأندلس

تبدأ قصة فتح الأندلس في العام 92 من الهجرة الموافق 711 من الميلاد، حيث كان المسلمون على موعد مع إحدى أعظم فتوحاتهم عبر التاريخ ألا وهي "الفتح الإسلامي للأندلس". هذه الأرض التي ستكون فيما بعد منارة شامخة ليس فقط للحضارة الإسلامية، بل للعالم بأسره بفضل تقدمها وازدهارها من حيث العلم والعلماء

أسباب فتح الأندلس

إحدى أهم الأسباب وراء فتح الأندلس هي عندما طلب يوليان، حاكم سبتة، العون من المسلمين ضد ملك السقوط لذريق، الذي كان يحكم مدن الأندلس قبل تسميتها بهذا الاسم بقبضة من حديد. بالنسبة للتوطين فهم أصول جرمانية كانت تسكن بجزيرة أيبريا غرب أوربا.

وصلت هذه الأخبار إلى والي إفريقية "تونس"، القائد المسلم موسى بن نصير، الذي وجد الفرصة سانحة لنشر الإسلام في أوروبا من خلال افتتاح الأندلس. وعلى الفور أرسل موسى بن نصير سيرية صغيرة بقيادة طريف بن مالك لاستكشاف الساحل الإسباني، وحين نجحت المهمة قرر تجهيز جيش كبير بقيادة طارق بن زياد.

عبور المسلمون نحو الأندلس

في ليلة تاريخية، انطلق طارق بن زياد بجيش قوامه 12 ألف مقاتل عبر المضيق الذي سيحمل اسمه لاحقا "جبل طارق"، وما إن وطئت أقدام المسلمين أرض الأندلس، حتى أحرق طارق السفن، ليشعل في قلوب جنوده روح العزيمة قائلا، العدو أمامكم، والبحر وراءكم، فأين المفرّ؟

معركة وادي لكة

علم لذريق بتحرك المسلمين، فحشد جيشا ضخما قوامه 100 ألف مقاتل، ظنّا منه أنه سيتمكن من القضاء عليهم بسهولة. التقى الجيشان في وادي لكة، حيث استخدم طارق تكتيكات حربية ذكية، أدت إلى انهيار جيش السقوط ومقتل لذريق، ليكون هذا النصر مفتاحا لفتح الأندلس بالكامل.

واصل القائد الشاب طارق بن زياد تقدّمه نحو طليطلة، العاصمة القوطية، ففتحها بسهولة بينما تبعه موسى بن نصير بجيش إضافي، وتمكن من فتح مدن أخرى مثل إشبيلية، وقرطبة، وسرقسطة.

بداية الحضارة الإسلامية في الأندلس

بعد الفتوحات الإسلامية للقرن الأوربي، أصبحت بلاد الأندلس بالكامل تحت حكم المسلمين وبالتحديد الخلافة الأموية، بتاريخ 95 هجريا و 714 ميلادياً.

اتخذ المسلمين من قرطبة عاصمة لدولتهم، لتصبح الأندلس درة تاج المسلمين، ولتكون بلاد الأندلس حضارة سابقة لعصرها. لما لا، ولقد كانت الأندلس من أكثر بقاع العالم تحضرا، بالعلم، والحضارة، والمعرفة، والأبحاث السابقة لعصرها

هل إنتهت قصة فتح الأندلس

إلى هنا تنتهي قصة فتح الأندلس. لكن وبالرغم من سقوطها في العصر الحديث، ظلت الأندلس تحت الحكم الإسلامي لما يقارب ثمانمائة عام، وشهدت أوج مجدها في عهد الدول الأموية والمرابطين والموحّدين، حتى سقطت آخر مدنها، غرناطة، عام 1492 ميلاديا.

ولكن إنجازات المسلمين في الأندلس ظلت خالدة في التاريخ، فآثارهم ما زالت شاهدة على عظمة هذا الفتح. وفي الموضوع القادم إن شاء الله سنتحدث عن قصة سقوط الأندلس!