قصة قصيرة: سيدنا سليمان والغراب كاملة

author image
قصة سيدنا سليمان والغراب كاملة
مدينه من الذهب الفضة النحاس الطين

قصة سيدنا سليمان والغراب كاملة

قصة سيدنا سليمان مع الغراب ليست من القصص الإسلامية بتاتا، بل إنها قصة للعبرة أو تتبع لقصص الإسرائيليات، التي أمر النبي بأن لا نصدقها أو نكذبها.

تبدأ قصة سليمان عليه السلام والغراب، في أحد الأيام غاب الغراب عن عرض للجيش، فسئل النبي عن سبب غيابه، فقيل له إن له أباً عجوز. فلما ذهب سليمان عليه السلام إلى بيته رأي الابن ومعه غراب عجوز، طعن في السن، ولا حظ أيضا بأن له عيناً واحدة والأخرى مفقودة، فسأله عن السبب الذي فقد به عينه.

فقال الغراب: إن هذه قصة طويلة مليئة بالعجائب، فطلب منه سيدنا سليمان أن يقصها عليه.

قال الغراب: عندما كنت في زهرة شبابي كنت أجول في الجو الفسيح، وأطير بنشاط بين السماء والأرض، وأذكر وأسبح لله العلي العظيم.

وفي يوم ما شاهدت أشعة تخرج من الأرض تشبه ضوء الشمس، فقررت التأكد من مصدر ذلك الضوء، فدنيت ببطء إلى هناك. شاهدت بعيني ما تعجبت منه، سئل سيدنا سليمان عن عجب ما رأت عين ذلك الغراب؟

قال الغراب: لقد كانت مدينة فيها كل ما يحلم به أي إنسان، بل وأن أسوارها وجدرانها مبنية من الذهب.

قال سليمان عليه السلام: ماذا عن ساكنيها؟

قال الغراب: لهم كرم عظيم، فمن الصعب أن يكرم الإنسان الغراب، فلقد أكرمني أهل تلك البلدة ببعير نُحِر لأجلي. لقد عشت بين أهل تلك المدينة شهورا ثم غادرتها لأجوب بقاع الأرض كما أحب أن أفعل، ثم عودة إليها بعد سنوات لأجد العجب، فلقد تحولت المدينة المبنية بالذهب إلى مدينة مبنية بالفضة، كما أن أهلها أكرموني في هذه المرة بشاة صغيرة عمرها شهور، فمكثت عندهم قليلا ثم غادرت.

قال سليمان عليه السلام: هل عودة إلى المدينة ثانية؟

قال الغراب: نعم لقد رجعت إليهم بعد عام واحد، ولكن وجدت حالهم قد أصبح أكثر سوء، البلدة التي كانت منفضة أصبحت مبانيها من النحاس، ولم أحصل هذه المرة إلا على دجاجة؟

ثم عدت إليهم لأتفقد حالهم عسى أن يكون قد عاد إلى زي قبل، وعندما عدت وجدته أسوأ من ذي قبل، فلقد أصبحت المدينة مبنية من الطين، ولم يكرمني أحد مثل زي قبل فنزلت للسؤال عن السبب، فعرفت أن كل هذا بسبب حبه لعينة. لكن هناك شخصاً رمي على حجر لقد كان طفلاً صغيراً أراد صيدي ليأكلني, فنجوت بحياتي وفقدت عيني، وكل ما أعرفه هو أن الحية هي سبب فقرهم.

قرر نبي الله سليمان أن يزور تلك المدينة وينظر في أمرها الغريب، وطلب من الغراب أن يقوده إلى موقعها. وعندما وصل النبي سليمان ألقي السلام على من فيها ثم سألهم عن سبب فقرهم فقالو؛ كان لدينا بئر ماء كبيرة نسقي منها أنفسنا وزرعنا ومواشينا، وكانت مدينتنا مبنية بسور من الذهب.

ثم بدأ يقل تدفق مياه البئر إلى أراضينا شيء فشيئا بسبب قدوم حية ضخمة سكنت البئر، حتى أصبح من الصعب علينا إخراج الحية الضخمة، لأن الرمال قد غطت فوهة البئر بالكامل حتى تبدل حالنا بالتدريج ما بين الذهب وصولاً لسور الطين هذا.

أمر النبي سليمان عليه السلام الريح أن تخرج الرمال من البئر، كما قامت الريح بسحب الحية الضخمة للخارج حيث قضى عليها سيدنا سليمان وجنوده.

وكان للأفعى نابين عَظْمانِ بسبب ضخم حجمها، فقام النبي الكريم بجعلهما باباً للمدينة. ذُكر في تلك الرواية أن اسم الحية هو اللس، وحُرِّف الاسم ليأخذ اسم المدينة وهي مدينة نابلس.

إذا أعجبتك قصة سليمان عليه السلام مع الغراب، فلا تنسي قرأت قصة الراعي والذئب لتعرف علاقتها بنبي الله سليمان عليه السلام.

سؤال وجواب: قصة سليمان والغراب مختصرة

هل قصة سيدنا سليمان والغراب صحيحة وموجودة في القرآن؟

لا، القصة ليست من القصص القرآنية أو من القصص التى ورد ذكرها في الأحاديث الصحيحة، بل تُعتبر من الإسرائيليات (القصص التي لم تثبت في الإسلام).

ما العبرة الرئيسية من قصة سيدنا سليمان مع الغراب ومدينة الذهب؟

العبرة في زوال النعمة بسبب المعاصي، وأن التغيير من الغنى إلى الفقر هو نتيجة البعد عن طاعة الله تعالى والهداية لطريق الحق.

لماذا تحولت المدينة من الذهب إلى الطين في القصة؟

بسبب وجود الأفعى (اللّس) التي قامت بسد بئر الماء، الأمر الذي تسبّب في تراجع خيرات المدينة بشكل تدريجي، وهو رمز لعاقبة الإهمال والذنوب.

الدروس المستفادة من قصة سليمان والغراب

زوال النعمة بالمعصية: تحوُّل المدينة من الذهب إلى الطين بسبب الذنب.

2. الجزاء من جنس العمل: إهمالهم لدينهم كان سبب بارز في هلاكهم.

3. قدرة الأنبياء: تدخل سليمان عليه السلام لحل الأزمة.

4. الحكمة في القصص: حتى لو لم تكن قرآنية، تُؤخذ منها العبر.