قصة واقعية.. كيف ربحت 'تجارة مع الله' بخروف واحد؟
التجارة مع الله هي أعظم تجارة على الاطلاق. فقط كل ما على المرء فعله هو جعل عمله خالص لوجه الله تعالى، وهنا ستجد مقابل لا تتوقعه. قصتنا اليوم هي قصة قصيرة وواقعية حدثت مع راعي غنم فقير، لكن كيف تغير حال هذا الراعي من خروف واحد إلى تجارة رابحة مع الله. تابع القرأة لمعرفة المزيد عن فضل التجارة مع الله.
قصة واقعية عن التجارة مع الله
كان هناك راعي غنم يربي الأغنام وعندما تكبر يبيعها في السوق ويشتري بثمنها أغراض بيته. وفي أحد الأيام إحتاج الرجل للمال فذهب لتفقد غنمه فلم يجد إلا خروف واحد فيه الصفات المناسبة للبيع، تردد الرجل في البداية ولكن حاجته للنقود كانت كفيلة بجعله يذهب بخروف واحد للسوق.
أخذ الرجل الخروف وإنطلق نحو السوق لبيعه هناك، كان السوق بعيدًا جدًا عن بيته وكانت الطريق واعرة، وبينما يسير في الطريق وجد راعي أخر من قرية مجاورة يسوق أمامه أكثر من عشر خراف، سأله إلي أين أنت ذاهب قال للسوق، رد عليه وأنا كذلك. تعرفا على بعضهما ثم أكملا السير.
خيمة في الطريق
وبينما يمضي الرجلين في الطريق نحو السوق وجدا خيمة قديمة، ظن الرجلين بأنها مهجورة إقترح أحدهما أن يرتاحا فيها ووافق الأخر، ولما إقتربا من الخيمة وجدوا ثلاثة صبية يبدو عليهم الفقر فسألهم صاحب الخروف أين والدكم؟ قالو ذهب ولم يرجع بعد وأمي وضعت طفلاً بالأمس وليس لدينا شئ نأكله.
إقترح صاحب الخروف على صاحبه أن يذبح لهم خروف من خرافه الكثيرة وسأدفع لك نصف ثمنه وانت النصف الأخر، رفض الرجل وقال له لن أذبح من خرافي، وإن كنت تريد فأذبح خروفك ولن أدفع لك النصف، رد صاحب الخروف بالطبع سأفعل فأنا لن أترك هؤلاء الصغار جائعين.
ذبح الرجل الخروف وأكل هو والصغار وأمهم وصديقه، ثم علق اللحم الباقي، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ فرحة الصغار وأمهم بعد أن أكلوا.
ليس لدي ما أبيعه في السوق؟
وصل الرجلين السير وفي الطريق قال لصاحبه ليس لدي حاجة لأذهب بها إلى السوق، فأذهب أنت لبيع خرافك وأنا سأذهب لأحد أقاربي الذي يسكن بالقرب من هنا. ذهب الرجل لقريبه وبعد أن رحب به طلب منه أن يقرضه بعض النقود لشراء حاجة بيته، فقال له نام عندي الليلة وفي الصباح خذ ما يكفيك.
الربح من التجارة مع الله
باليل خرج الرجل لقضاء حاجته وبينما هو يسير في الطريق شغل باله شئ ما فأبتعد كثيرًا عن خيمة قريبه، وبعد أن قضي حاجته نظر إلى قطعة جلد غريبة الشكل، أثاره الفضول فرفعها فوجد تحتها كيس من القماش بداخله قطع ذهبية من النقود.
فرح الرجل بما وجد، وتذكر ما فعله مع الصبية وأمهم، ومن يدري لعل دعائهم له قد كفاه شر الدين بفضل التجارة مع الله. بالفعل فلقد عوض الله الراعي أحسن بكثير مما انفق، فلقد ضحي بما يملك لأجل أطفال جياع وامهم.
عاد الرجل لخيمة قريبه ونام هناك، وفي الصباح ناداه قريبه وأعطاه المال الذي طلبه منه بالأمس، فرد عليه بأنه لم يعد بحاجة إليه، وأخرج هو من كيسه بعض النقود الذهبية واعطاها له، فسأله ما هذا قال هذا رزق من الله لي ولك.
لقاء الصديقين من هو الرابح؟
بعد أن ودع قريبه مشي الرجل نحو السوق لشراء أغراضه، وبينما هو عائد من الطريق الذي جاء منها وجد صاحبه الذي كان ذاهب لبيع الخراف. سأله عن حاله وهل باع الخراف، فظهر الهم والحزن عليه، وقال له بينما أنا أسير في الوادي نحو السوق هطل من السماء مطر غزير، جرف السيل الخراف ولم يبقي منهم شئ ونجوت أنا بحياتي.
هل تعلمت الأن فضل التجارة مع الله. صدقت الحكمة القائلة بأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، ومن سار جابراً للخواطر أنجاه الله من جوف المخاطر.