الصياد والسمكة الذهبية: قصة قصيرة قبل النوم للأطفال

قصة الصياد والسمكة الذهبية، هي من قصص الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين، والتي ألفها سنة 1835 م. تحكي قصة السمكة الذهبية عن صياد فقير يصطاد سمكة عجيبة، ولكنها تعده بتحقيق أي أمنية مقابل إطلاق سراحها. الصياد كان طيب القلب ولم يطلب شيئا منها، ولكن الزوجة تمادت في تمني الأمنيات بسبب الطمع. تعالوا بنا نتعرف على قصة الصياد والسمكة الذهبية قبل النوم للأطفال.

قصة الصياد والسمكة الذهبية
صورة الصياد يصتاد السمكة الذهبية

بداية قصة السمكة الذهبية: لقاء الصياد بالسمكة

كان يا ما كان عاش صياد بسيطاً يخرج كل صباح من بيته ليصطاد السمك ويبيعه في السوق، وكان له زوجة طماعة لا تحب إلا نفسها. وفي صباح يوم من الأيام، كانت أمواج البحر عالية فذهب الرجل إلى البحر ليصطاد السمك، بدل أن تخاف عليه زوجته أمرته أن يخرج ليحضر الطعام والمال.

وبعد طول انتظار، علقت بالشباك سمكة صغيرة، وعندما أخرجها الصياد وجدها سمكة ذهبية جميلة، فقرر أن يبيعها كسمكة زينة. ولكن حدثت المفاجأة! كانت تلك السمكة سمكة عجيبة، فقالت له السمكة الذهبية: "أرجوك أيها الصياد أعدني إلى البحر وسوف أحقق لك كل ما تتمنى" بالفعل أعادها الصياد مرة أخرى إلى البحر".

الطلب الأول من السمكة الذهبية

وعندما عاد الصياد إلى زوجته سألته: "أين الأسماك؟"، فحكى لها الصياد عن كل ما حدث معه.

صرخت الزوجة في وجهه وقالت له: "لماذا لم تطلب منها شيئا هل يعجبك حالنا؟ نعيش في كوخ صغير ومتهالك؟ ارجع إلى السمكة الذهبية واطلب منها كوخاً مريحاً".

في البداية رفض الصياد، ولكن الزوجة كانت أقوى منه. فعاد إلى شاطئ البحر فوجده هادئ بلونٍ أصفر وأخضر، ثم نادي على السمكة الذهبية. 

خرجت السمكة الذهبية من تحت ماء البحر، وسألت الصياد: "ماذا تريد؟".

فقال لها: "زوجتي تقول بأنك سمكة سحرية وأنت مدينة لي برد الجميل لأنني أطلقت سراحك، لذلك سوف أتمنى أمنية".

قالت السمكة السحرية: "تفضل أطلب ماذا تريد".

قال الصياد: "يا أيتها السمكة الذهبية أرجو منك تحقيق أمنية زوجتي، نريد كوخًا جديدا ومريحاً".

قالت السمكة الذهبية: "عد إلى بيتك الآن وسوف تجد زوجتك في الكوخ الآن".

عاد الصياد وهو لا يصدق شيئا مما سمع، فسمع زوجته تضحك بصوت عال! وعندما نظر وجد أن كوخه القديم قد أصبح كوخا فخماً.

قالت الزوجة لزوجها الصياد: "أدخل، أليس هذا الكوخ أفضل بكثير من كومة الحطب التالفة التي كنا نسكن فيها؟".

كان الكوخ يحتوي على كثير من وسائل الراحة، مطبخ، وصالون، وغرفة نوم، ومزرعة بها أشجار مثمرة وأنواع مختلفة من البط والدجاج.

قال الصياد: " الآن نحن نعيش في رخاء وسعادة".

تلخيص قصة السمكة الذهبية
قلعة زوجة الصياد الطماعة

قلعة ضخمة لزوجة الصياد

بعد مرور أسبوعين، شعرت زوجة الصياد أن الكوخ ضيق عليها، وأن مساحة الحديقة صغيرة جداً، فقالت لزوجها: "اذهب إلى السمكة الذهبية وأطلب منها قلعة حجرية كبيرة".

رد عليها الصياد: "يا زوجتي، انظري أين كنا وكيف أصبحنا! لا يمكنني الذهاب إلى السمكة الذهبية، وطلب المزيد من الأمنيات، لذلك يجب علينا أن نكون مرتاحين في منزلنا الجديد هذا".

قالت الزوجة: "كفاك هراءً، اذهب فقط إلى هناك وسوف يحقق لك كل ما تريد، ماذا ستخسر؟ اذهب وجرب".

توجه الصياد نحو البحر ليتمنى من السمكة أمنية زوجته، وكانت عيناه مليئتين بالثقل. كان مظهر البحر أزرق وكئيبًا، ولكنه كان هادئًا. ثم اقترب الصياد من البحر ونادى على السمكة الذهبية فخرجت له، وقالت: "ماذا تريد؟".

قال الصياد بحزن: "زوجتي تريد أن تعيش في قلعة حجرية بدلاً من الكوخ المريح".

قالت السمكة السحرية: "اذهب إلى كوخك وسوف تجد زوجتك تنتظرك أمام باب القلعة الحجرية".

بالفعل ذهب الصياد ووجد زوجته تنتظره أمام باب القلعة الضخمة، فقالت له: "أرأيت؟ الآن أصبحت حياتنا أفضل وأرقى من ذي قبل".

عندما دخل الصياد وزوجته إلى القلعة، وجدا فيها الكثير من الخدم، وغرفًا مفروشة بأرقى المفارش، وطاولات مصنوعة من الذهب. كما كانت هناك حديقة جميلة المنظر خلف القلعة بها منتزه طوله نصف ميل تقريبًا، مليء بالماعز والغنم والغزلان والأرانب، كما كان هناك فناء يحتوي على حظائر بها الكثير من الأبقار.

قال الصياد لزوجته: "أظن أنه يمكننا العيش ببهجة في قلعتنا الفخمة هذه لبقية عمرنا".

قالت الزوجة بنظرة غريبة: "لننم قبل أن نقرر ذلك".

زوجتي تريد أن تصبح ملكة البلاد!

في صباح اليوم التالي، استيقظت زوجة الصياد تحت سطوع الشمس، ثم دفعت زوجها بمرفق يدها وقالت له: "انهض يا زوجي، فالنوم لن يجعلنا ملوك تلك البلاد، لماذا لا نستغل أن لدينا سمكة عجيبة تحقق جميع ما نتمنى".

استيقظ الرجل مفزوعا، ثم قال لها: "زوجتي، لماذا تريدين أن نصبح ملوك البلاد؟ أنا لا أرغب أن أصبح ملكا".

قالت الزوجة بنظرة غضب: "إذا كنت لا تريد فعل ذلك، فأنا أريد أن أصبح ملكة هذه البلاد".

قال الصياد: "لا يمكن للسمكة أن تجعلنا ملوكًا".

قالت الزوجة: "يا زوجي، لا تكثر من الكلام، فقط افعل ما أطلبه منك".

بالفعل، توجه الصياد نحو البحر بوجه حزين بسبب رغبة زوجته في أن تصبح ملكة. في تلك المرة، بدا البحر باللون الرمادي الداكن، وكانت الأمواج تتلاطم مع بعضها مصحوبة بخطوط كبيرة من زبد البحر.

كعادته، نادى الصياد قائلاً: "أيتها السمكة الذهبية، استمعي إليّ، زوجتي تريد منك طلبًا".

بالفعل، خرجت السمكة الذهبية من تحت الماء وسألته: "ماذا تريدين في هذه المرة؟".

قال الصياد: "زوجتي تريد أن تصبح ملكة على هذه البلاد".

قالت السمكة السحرية: "اذهب إلى قلعتك الآن، فقد أصبحت زوجتك هي الملكة".

عاد الصياد إلى بيته، وعندما اقترب من القصر رأى الكثير من الجنود والحراس، وسمع أصوات قرع الطبول ونفخ الأبواق. وعندما دخل إلى القصر، وجد زوجته جالسة على كرسي مصنوع من الذهب ومزخرف بالألماس، رأى فوق رأسها تاجًا من الذهب الخالص، وعن يمينها ويسارها خادمات جميلات يخدمنها.

أريد أن أكون إمبراطورًا لهذه البلاد

نظر الصياد إلى زوجته لفترة طويلة ثم قال لها: "يا زوجتي أظنك الآن قد رضيتي ووصلت إلى ما تريدين". قالت الزوجة: "لا أدري، ولكن بدأت أشعر بالملل من فكرة أني ملك، وأفكر أن أصبح الإمبراطور".

بدهشة كبيرة قال الصياد: "ولماذا يا زوجتي تريد أن تكوني الإمبراطور ".

قالت المرأة: "يا زوجي اذهب إلى السمكة فقط وأخبرها أني أريد أن أكون الإمبراطور".

قال الصياد بوجه عابث: "لن أفعل ذلك، لا أظن بأن السمكة تستطيع أن تجعلك إمبراطوراً، كما أني لن أطلب منها شيئا كهذا".

قالت الزوجة بغض: "هل نسيت أني أنا الملكة وأنت عبدي أذهب وأفعل ما أمرتك به".

مضي الرجل يتمتم بكلمات في نفسه قائلا: "هذا كثير جدا، أظن أن تلك السمكة لن تحقق لنا المزيد من الأمنيات".

صرخت زوجته قائلة: "لماذا أراك هنا؟ هيا إذهب إلى تلك السمكة الذهبية وأطلب منها ما أمرتك به".

وصل الرجل بسرعة إلى الشاطئ، هذه المرة ظهر ماء البحر بلون أسود يشبه الطين، وهبت زوبعة هواء على الموج فقلبته، ولكنه اقترب بصعوبة من ماء البحر، ثم قال: "أيتها السمكة الذهبية من فضلك استمع إلى زوجتي تريد منك أمنية".

قالت السمكة: "والآن ماذا تريد؟".

قال الصياد: "زوجتي تشعر بالملل من كونها ملكة وتريد أن تصبح الإمبراطورة".

قالت له السمكة الذهبية: "اذهب إلى قصرك الآن وستجدها إمبراطوره".

عاد الصياد إلى منزله فوجد القصر قد أصبح أكبر بثلاثة أضعاف، فلما دخل من الباب وجد الجنود من النواحي جميعها، وعندما نظر إلى زوجته وجدها تجلس على عرش كبير من الذهب الخالص المرصع بالجواهر والأحجار الكريمة، وعلى رأسها تاج كبير مزخرف بالألماس والأحجار الكريمة النادرة، وعن يمينها ويسارها خدم وحرس. حتي أن الملوك والأمراء كانت تقف أمامها باحترام.

تقدم الصياد نحو زوجته وسألها: "زوجتي ها أنت الآن إمبراطورة هل أنت راضية عن ذلك".

قالت له: "نعم أنا بالفعل إمبراطورة".

رد عليها زوجها وهو ينظر باستغراب. "أنه من الجميل أن تكون أنت الإمبراطور، وأظن بأنك لن تتمنى أكثر من ذلك".

الشمس والقمر: سبب غضب السمكة الذهبية

قالت الزوجة: "ليس بعد، يمكنني التفكير في ذلك الأمر". بعد حلول الليل ذهب الصياد وزوجته إلى الفراش، ولكن الزوجة لم تنام طيلة الليل بسبب التفكير في الأمنية القادمة.

ظلت الزوجة ساهرة طول الليل، وعندما نامت أشرقت الشمس من شرفة نافذتها، فاستيقظت الزوجة وهي تتمتم: "لماذا لا يمكنني منع شروق الشمس!" ثم صرخت بصوت عال: "استيقظ يا زوجي لقد وجدت الأمنية القادمة؟".

قال لها الزوج بصوت غاضب: "ماذا تريدين الآن".

قالت: "بسرعة اذهب إلى تلك السمكة الذهبية وأخبرها أن زوجتي تريد أن تكون سيدة الشمس والقمر".

قام الصياد مفزوعا، لدرجة أنه سقط من على السرير من فكرة زوجته، ثم قال لها: "يا زوجتي ألا يمكنك قبول منصب الإمبراطور".

قالت: "لا، أنا غير مسرورة لأني أملك الأرض ولا أملك الشمس والقمر، وطالما أنهما يشرقان ويغربان بدون إذني لن أنام أبدا، بسرعة اذهب إلى هذه السمكة وأخبرها ما أمرتك به".

زوجة الصياد من قصة السمكة الذهبية والصياد
صورة زوجة الصياد الطماعة

قصة الصياد والسمكة الذهبية: نهاية الطمع

خاف الرجل من زوجته التي جُنت من كل شيء، وذهب كعادته إلى البحر للقاء السمكة العجيبة. وعندما اقترب من البحر هبت عاصفة شديدة، اهتزت منها الصخور والأشجار، وظهرت غيوم سوداء في السماء، وأنارت صواعق البرق الشاطئ، ودوت السماء بصوت الرعد.

حتى إن الصياد رأي في البحر أمواجا سوداء مرتفعة، وعلى رأسها كمية هائلة من زبد البحر. تردد الصياد لوهلة، ولكن خوفه من زوجته كان أكبر بكثير مما رآه.

تقدم الصياد زاحفا إلى الشاطئ ثم نادى بصوت عال على السمكة الذهبية: "أيتها السمكة الذهبية العجيبة! أرجوك استمع إلى، زوجتي تريد منك أمنية! أرجو منك أن تحقيقها لها".

خرجت السمكة من الماء وقالت للصياد: "ماذا تريد مني الآن؟"

قال الصياد: "زوجتي منزعجة لأن الشمس والقمر يشرقان بدون إذنها! لذلك هيا تريد أن تكون سيدة الشمس والقمر".

غضبت السمكة الذهبية مما سمعت! ثم قالت للصياد: "عد إلى كوخك القديم، فهذه هيا الحياة التي تناسبك أنت وزوجتك".

العبرة من قصة السمكة الذهبية

بالفعل، هذا الصياد وزوجته الطماعة يعيشون في كوخهم المتهادم إلى يومنا هذا. العبرة من قصة السمكة الذهبية: القناعة كنز لا يفنى.

عمرو عكاشه
عمرو عكاشه
عمرو عنتر عكاشه، كاتب ومدون مصري أحب القراءة والكتابة منذ صغري، كما أحب التدوين وقراءة القصص منذ ذلك الوقت.
تعليقات