قصة قصيرة فيها حكمة | نكتة الحكيم التي غيرت نظرة الناس للمشاكل
من منا لم يمر من قبل على قصة عجيبة، ولكن بعضنا قد يمر بقصة غريبة فيها حكمة عن الحياة. قد تكون الحياة للبعض طويلة وللبعض الآخر قصيرة، البشر نوعان؛ نوع تبنته الدنيا وأعطته أكثر مما يتمنى، والقسم الآخر إما زاهد عن الحياة أو يأس يحاول صعود سلم الأغنياء، ولكنه يفشل. ومن القسمين تجد الشاكر الصابر والمحتسب، كما تجد المتشائم التعيس، والغني الفقير، والفقير الغني. لذلك دعونا نتعرف على قصة قصيرة فيها حكمة قوية عن الحياة.
الحكيم والقوم: قصة قصيرة فيها حكمة
في قرية بعيدة كان يعيش فيها بشر مثل باقي البشر، منهم الغني والفقير، والسعيد والحزين، المجتهد والكسول، المهم كان فيهم رجل حكيم معروف بزهده عن الحياة وتعلقه بالله. كانت الناس تذهب إليه لتشكو إليه مشاكلها وصعابها، لم تقتصر الشكوى على الفقراء فقط بل كان الأغنياء ربما أكثر من الفقراء.
منهم من يشكون إليه مرضهم ومشاكلهم، ومنهم من يشكو إليه جحد زوجته عليه، ومنهم من يحكي دعوة أبويه عليه نتيجة عقوقه لهم. أما الفقير كانت شكوته معروفة نوعا ما ألا وهي ضيق الرزق. تعب الحكيم من تردد الناس أنفسهم عليه بالمشاكل نفسها كل يوم، فقرر أن يضع حداً لتلك المسألة.
وفي يوم من الأيام كان الذي يأتي له يشكى إليه همه يقول له، انتظرني عند الجبل يوم الجمعة بعد صلاة الظهر، استمر الحكيم على هذا الحال حتى جمع عدد كبير من الناس. وعندما جاء اليوم الموعود اجتمع الناس عند الجبل، صعد الحكيم إلى صخرة كبيرة، والتفتت الناس إليه، فألقى عليهم نكتة فضحك الجميع حتى بكى بعضهم، ثم أعاد النكتة عليهم مجددا فضحك نصفهم، فأعاد النكتة عليهم مرة ثالثة فلم يضحك أحد منهم.
ابتسم الحكيم ثم نظر إليهم قائلا: لماذا ضحكتم على النكتة مرة واحدة ولم تضحكوا أكثر من مرة، سكت الجميع ثم أكمل الحكيم: هكذا هموم الدنيا ومشاكلها يجب ألا نحزن عليها مرات كثيرة، ألم تسئموا من النحيب والبكاء بعد؟
أُعجب الناس بقول الحكيم، فلقد عرفوا وأيقنوا أخيراً بأن الحزن والبكاء هو مضيعة للوقت، ولن يجدوا فيهم أي حل لمشاكلهم، إنما سيكون ذلك عليهم حمل عظيم يفوق طاقتهم.
لا تنسي قرأة: قصة الذئب والراعي
العبرة من قصة قصيرة فيها حكمة
لا تخلو الدنيا من الحزن والبكاء، ولكن لا يمكننا أن نعيش عمرنا كله نشكي ونبكي على موقف واحد. الحياة مليئة بالتجارب ونحن قد ذكرنا الإنسان الغني الفقير وهو: "الإنسان الذي يمتلك المال ولا يعرف كيف وأين ومتى ينفقه قد تجده مريضاً بمرض لا يعالجه ماله". والعكس منه هو الإنسان الفقير الغني وهو "شخص ليس لديه مال ولكن لديه صحة ولديه أبناء". ولكن الشق المتصل بينهما هو أن الأول يحسد الأخير والأخير يحسد الأول، وهكذا الدنيا لم تُخلق فيها الراحة