قصة عجيبة في الثقة بالله حصلت مع حاتم الأصم - تعرف عليها؟

قصة إسلامية قصيرة للأطفال تحمل معاني كثيرة، وتوضح لنا كيف أن الثقة بالله تحقق المستحيل. هذه القصة حقيقة حدثت مع واحد من أهم علماء السلف، اسمه حاتم الأصم، عالم مسلم عاش في مدينة بخارى في القرن الثالث الهجري. لكن ما هي هذه القصة العجيبة التي حدثت معه؟ دعونا نتعرف على التفاصيل عن قصة حاتم الأصم وحج بيت الله الحرام.

قصة حاتم الأصم

قصة حاتم الأصم والثقة بالله تعالي

في يوم من الأيام حن قلب الشيخ حاتم الأصم لزيارة بيت الله تعالى، ولكنه لم يكن يمتلك نفقة للسفر، ولم يكن يجوز له ترك أهله بلا نفقة حتى للحج. وفي يومٍ من الأيام وجدته ابنته يبكي بشدة، فسألته عمّا يبكيه؟ فقال لها: أقبل موعد الحج، ولا أملك نفقة أسافر بها، ولا نفقة لكم.

قالت له ابنته المليء قلبها بالثقة بالله، اذهب يا أبتي وسيرزقنا الله تعالى. فقال لها استشيري أمك: فذهبت البنت لأمها فوافق الجميع، وقالوا له: اذهب إلى مقصدك ونحن لنا الله سيرزقنا.

ترك حاتم الأصم لعائلته نفقة تكفيهم لثلاثة أيام، ثم انطلق برفقة الحجاج ليحج بيت الله. بينما تسير القافلة في الطريق، لدغ كبير القافلة عقرب، فقرأ الأصم على مكانها فشفيت بإذن الله تعالى.

قال رئيس القافلة لحاتم الأصم: نفقات حجك على أنا ذهاباً وإياباً. رفع حاتم يديه إلى السماء ليشكر الله تعالى على نعمته، ثم دعاه قائلا: اللهم أرني عجيب تدبيرك لأهلي كما أريتني عجيب تدبيرك لي.

مرت الثلاثة أيام، نفدت نفقة العائلة، وبدأ الجوع يدخل إليهم، كانت ابنته  تبتسم وتضحك، سألها من في البيت ماذا يضحكك والجوع يفتك بنا؟ ردت عليهم بثقة بالله: لقد أكل الرزق، وبقي الرزاق.

مرت لحظات بعدها طرق الباب رجل، ففتحوا له ثم قال لهم: أمير المؤمنين يطلب الماء، فملأوا له قربة الماء وقدموها له. ووجد فيه لذة وحلاوة لم يشعر بمثلهما من قبل. فسأل حامل الماء: من أين لك بهذا الماء؟ فقال له من بيت حاتم الأصم، فقال لهم: أحضروه إلي لأجزيه بما سقاني، قالوا هو بالحج.

خلع الأمير حزامه القماشي الفاخر والمرصع بالجواهر، وقال أعطوا هذا لأهل بيته. نظر إلى من حوله وقال من يحبني فليعطي، خلع الوزراء وكبار التجار أحزمتهم الفاخرة. اشترى تاجر جميع تلك الأحزمة مقابل ملأ البيت ذهب يكفيهم طول العمر.

 بعد أن أعطى لأهل حاتم الأصم أموالهم، اشتروا الطعام ووهم يضحكون ويلعبون، بكت الفتاة قالت الأم متعجبة: عجبا لك يا ابنتي، عندما بكينا من الجوع أنت ضحكتي؟ وعندما ضحكنا بعد فرج الله بنا أنت بكيتي؟

قالت الفتاة الواثقة بالله تعالى: إذا كان هذا أمير المؤمنين الإنسان الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، نظر إلينا وإلى حالنا بنظرة رحمة أغنتنا طول العمر، فكيف برحمة ملك الملوك؟

الدروس المستفادة

إنها الثقة بالله، إنها الثقة بالرزاق ذي القوة المتين، سبحان الله أين نحن من هذا التوكل؟ فاللهم ارزقنا التوكل عليك، وارزقنا من حيث لا نحتسب، وبارك لنا في أرزاقنا وأوقاتنا وأعمالنا، ولا تنسوا الصلاة والسلام على سيدنا محمد، خير البرية في التعليقات، فإنها شفاعة لنا يوم القيامة