5 قصص قصيرة فيها حكمة كبيرة بالصور بطلها ذئب ماكر
في هذا المقال سوف نتعرف على 5 قصص قصيرة فيها حكمة كبيرة للكبار، تجعلكَ تعرف الحياة على حقيقتها. نبدأ بالذئب الذي حاول خداع العجوز، بسبب ضعفها وكبر سنها. ثم نتابع مع قصة قصيرة أخرى، تتحدث عن ذئب يحاول إقناع الكلب بالتخلي عن عمله الجيد. بعد ذلك، نصل إلى قصة الذئب الذي حاول خداع النعجة بوعد كاذب. وجاء الدور على الذئب المغرور الذي تحدى الأسد ليصبح ملك الغابة. والآن نصل إلى مسك الختام، وهي آخر قصة قصيرة ولكنها تحمل حكمة كبيرة جدًا، عن ذئب تنكر بزي الغنم! لكن نهايته كانت مأساوية.
1. قصة الذئب والعجوز
في أحد الأيام كان الذئب جائعاً، فقرر أن يبحث عن فريسة سهلة ليأكلها، أخذ يبحث في الغابة فلم يجد شيئًا. من بعيد رأى كوخاً فأخذ يراقبه، فوجد بداخله امرأة عجوزاً وضعيفة تخبز الخبز. قال في نفسه: نعم هذه هي أضعف فريسة أراها اليوم ستكون في معدتي بعد قليل. طرق الذئب الباب على العجوز، فردت عليه: من الطارق؟ قال الذئب مُقلداً صوت طفلٍ صغير: أنا يا جدتي لقد شممت رائحة الخبز الشهي فجئت لأتذوقه.
قالت العجوز: حاضر يا عزيزي انتظر دقائق حتى أخرجه لك ساخنًا.
في الحال غلت العجوز إناء من الماء المغلي، ثم قامت بفتح الباب ببطء ووضعت الإناء فوق الباب، ثم نادت على الذئب، لم يتمالك الذئب أعصابه وفتح الباب بسرعة، ليسقط عليه الماء المغلي ويصرخ من الألم. قال الذئب وهو يجري: لن أستهين بعجوز ضعيفة بعد اليوم. ردت عليه العجوز: هل نسيت يا بني أن العمر يعلمك كيف تكون أقوى من الأنياب؟.
الحكمة الكبيرة: لا تقلل من شأن أحد بسبب سنه أو مظهره، فالحكمة تغلب القوة.
2. قصة الذئب والكلب
في أحد الأيام قابل الذئب الكلب وسأله: يا ابن العم، ما بك؟ هل نسيت من نكون، قال الكلب: الآن أنا أعيش بين البشر وأنا مستريح لذلك. رد عليه الذئب: لكن ابن آدم لا يحترمك! قال الكلب: ولماذا؟ قال الذئب: إذا أراد أن يشتم أحدهم الآخر فإنه يقول له "أنت كلب" وإذا أراد أن يمدح أحداً يقول له "أنت ذئب". قال الكلب: بالفعل أنت محق وهكذا يفعلون. قال الذئب: وهكذا بنو آدم يحترم جلاده ويهين من يكرمه! قال الكلب: وهكذا الأصيل يفعل الخير ليس من أجل الناس بل لإرضاء رب الناس.
الحكمة: لا تنتظر الشكر من الناس، بل افعل الخير لإرضاء الله وحده.
3. قصة الذئب والنعجة
في أحد الأيام كان الذئب جائعاً، فقرر أن يجد فريسة له، وبينما يتجول في الصحراء وجد قطيع غنم به راعي يحمل سلاحاً، فعرف أنه لن يستطيع أن يأكل الفريسة في المكان نفسه لأنه سوف يعرض نفسه للهلاك. راح الذئب يغوص في أعماق عقله عن فكرة ذكية، فوجد نعجة صغيرة متمردة كانت تريد أن تبتعد عن القطيع، فقال لها: مرحبا! خافت النعجة من الذئب ولكنه طمأنها قائلا لها: هل تريدين المزيد من الطعام؟ أنا أعرف مكانًا قريبًا به الكثير من العشب.
ترددت النعجة لبعض الوقت، ولكن الذئب كان أكثر ذكاءا وخبثا، فقال لها: هل تريدين أن أثبت لك حسنا انتظريني، هنا. بالفعل ذهب الذئب يبحث عن الطعام في الصحراء، فوجد عشباً طازجاً أمام ثور نائم فسرقه وأخذه إلى النعجة. فرحة النعجة بما أحضره الذئب لها، بل ورفضت أن تشاركه مع باقي النعاج، ظنت النعجة أنها متميزة عن الآخرين فهناك من يحبها ويوعدها، ويحضر لها كل ما تريده.
استمر الذئب على هذا الحال كل يومٍ حتى أصبحت النعجة تثق به ثقةٍ عمياء، وفي أحد الأيام قال لها: لقد تعبت من إحضار العشب إلى هنا، كما أني أخاف من الراعي، فلماذا لا تأتي معي لأريك هذا البستان الجميل! في الحال وبدون تفكير وافقت النعجة على كلام الذئب وذهبت معه. وعندما تأكد الذئب أنه قد ابتعد عن نظر الراعي، أكل النعجة!
هذه هي الحكمة لكل فتاة تثق بشخص غريب لا تعرفه ولا يربطها به رابط! لا تثق بالوعود الجميلة من الغرباء، فالنوايا لا تُعرف بالكلمات.
4. قصة الذئب والأسد
في أحد الأيام كان الذئب جالساً فوق قمة جبل في موعد غروب الشمس، فرأى ظله على الأرض بحجم كبير. فقال في نفسه: هل أنا بكل هذه القوة ولم أعرف ذلك، الآن سأهزم الأسد! وفي الصباح جاب الذئب الغابة ينادي بأعلى صوته: أفسحوا الطريق لملك الغابة الجديد؟
سمع الأسد هذا الكلام فزمجر بصوت عالٍ: من يقول ذلك! قال الذئب بثقة زائفة: إنه أنا! قال الأسد: وما دليل قوتك؟ قال الذئب: لقد رأيت ظلي أكبر منك بكثير؟ أصدر الأسد زئيرًا عاليًا، فخاف الذئب وابتعد مسرعا.
الحكمة: الغرور بدون أساس يقودك إلى الإهانة والانكشاف.
5. قصة الذئب والغنم
في أحد الأيام ذهب الذئب ليبحث عن طعام، فوجد قطيعاً من الغنم يرعى وهناك كلب قوي يحرسهم. حاول الذئب أن يختطف نعجة، ولكنه عجز عن فعل ذلك بسبب خوفه من الكلب. انتظر الذئب يراقب القطيع فوجد نعجة ضلت طريقها ودخلت إلى الغابة فأكلها، لم يكتفِ الذئب بذلك بل خطرت له فكرة شيطانية، حيث أخذ فراء النعجة وارتداه ليتنكر مثل النعاج، وبالفعل خدعت فكرة الذئب الكلب والراعي والأسوأ أنها قد خدعت الأغنام.
والآن بعد أن أصبح الذئب بين النعاج بات من السهل عليه أن يأكل ما طاب له منها، لم يتمالك الذئب نفسه فليس هناك أسوأ من الجائع الذي شبع. وفي أحد الأيام جاء للراعي ضيف عزيز على قلبه، فقرر أن يذبح له أثمن كبش له، فكان الذئب هو الأثمن بين الكباش فأخذه وذبحه وشواه على أنه كبش. النهاية! الحكمة: من يخدع الآخرين سيقع في شر أعماله، فالخداع لا يدوم.
الحكمة من القصص القصيرة
في النهاية، ليست هذه القصص مجرد حكايات عن ذئب ماكر، بل هي انعكاس لحكمٍ واقعية نعيشها كل يوم. ففي كل قصة قصيرة نجد هناك الخادع والمخدوع، ومَن يقاوم بالحكمة أو يُخدع بالثقة الزائفة. لعلّ هذه القصص تذكّرنا بأن الحياة لا تُقاس بالقوة أو المظهر، بل بالعقل والنية. فلتكن حذرًا كالعجوز، وواعيًا كالحارس، ومخلصًا كمن لا يُخدع بالمظاهر. إلي اللقاء!