قصة قصيرة: الراعي والذئب مكتوبة
![]() |
الراعي والذئب مكتوبة: قصة قصيرة تحمل حكم |
قصة الراعي والذئب وسيدنا سليمان
قصة الراعي والذئب هٰذِهِ القِصَّةُ غَيْرُ مُثَبَّتَةٍ فِي القِصَصِ الإِسْلامِيَّةِ، ولكنها تحمل في طياتها قصة قصيرة وواقعية. تبدأ أحداث هذه القصة القصيرة مع راعي غنم، كان يعمل عند نبي الله سليمان عليه السلام، وفي أحد الأيام جاءه ذئب وطلب منه أن يأخذ نعجة من النعاج. رفض الراعي وقال له إن هذه الغنم لنبي الله سليمان، قال له الذئب اذهب واسأل النبي سليمان نعجة لي.
قال الراعي للذئب: أنا لا أستطيع أن أمنك على القطيع فأنت ذئب.
قال الذئب: أذهب لسؤال النبي سليمان ولا تخشى على غنمك مني، لأني لن أخونك فأنا لست من الجيل التاسع. والجيل التاسع يقصدنا نحن، ومع الأسف الذئب رفض أن يكون من جيلنا.
سار الراعي في طريقه إلى قصر النبي سليمان، وبينما هو يمشي وجد بقرة ترضع من عجلها، فتعجب وقال ما هذا إلا العجب، سأسأل النبي سليمان عن عجب ما رأيت.
ثم مشى قليلًا، فوجد أشخاص جالسين ويلبسون ثيابا رثة، وعلى أيديهم ومن بينهم ذهب مرمي، فتعجب أشد العجب، ثم قال: ما هذا لديهم كل هذا الذهب ويلبسون ثيابا الفقراء، أنها لعجيبة من عجائب الزمان سأسأل عنها نبي الله سليمان.
ثم أكمل طريقه حتى وصل إلى نبع من الماء له خرير، فذهب إليه ليشرب منه، فوجد به رائحة نتنة وقذرة، تراجع منها بسرعة وهو متعجب كيف لمياه جارية أن تكون نتنة، لو كانت المياه راكضة ما تعجبت من صفتها، إن هذا لإحدى عجائب الزمان التي استفسر عنها من نبي الله سليمان.
أكمل الراعي طريقه حتى وصل إلى قصر النبي سليمان. بعد أن وصل إلقي على النبي الكريم السلام وأذن له بالحديث، فقال الراعي: سيدي سليمان الحكيم لقد جاني الذئب وطلب مني أن أعطيه نعجة فقلت له إني لا أملكها، فقال لي اذهب وأخبر سيدك أن يأذن لي بذلك.
قال النبي سليمان للراعي: أذنت للذئب أن يختار أي نعجة شاء ويأكلها.
قال الراعي: كما تشاء سيدي ولكن لدي بعض الأسئلة فهل تأذن لي أن أسألك.
قال نبي الله سليمان: أذنت لك فسئل ما شئت.
قال الراعي: بينما أنا أسير في الطريق إليكم وجدت عجائب من عجائب الزمان، فلقد رأيت؛ بقرة ترضع من عجلتها؟ ورجال نائمون على الأرض يرتدون ملابس قديمة وهم محاطون بالذهب؟ ورأيت نبع مياه جارية لها خرير فأردت أن أشرب منها ولكن مياهها كريهة؟ فما هذا يا نبي الله سليمان.
قال نبي الله سليمان: أما البقرة التي ترضع من عجلها فهي الأم في آخر الزمان تجلب البلاء والمشقة لابنتها لتكسب هي من معاشها. أما الرجال الفقراء المحاطون بالذهب فهم قطاع الطرق واللصوص، يملكون الكثير من الذهب لكن مالهم حرام، والمال الحرام ليس به بركة وفي آخر الزمان تكسر الأموال الحرام، وترفع البركة، وتقل بين الناس القناعة.
أما الماء الجار نتن الرائحة فهم معظم رجال الدين في آخر الزمان، تنظر إليهم من بعيد تريد أن تقترب منهم لتأخذ ما يفيدك وما يقربك لله تعالى، فتجد قلوبهم معلقة بالدنيا وشهواتها الزائفة.
قال الراعي بفزع: أعوذ بالله من ذلك الزمان، ومن أهل ذلك الزمان. قبل أن ينصرف الراعي طلب من نبي الله سليمان عليه السلام أن يدعوا له ثم اِنْصَرَفَ. عاد الراعي للذئب فوجده يحرث الغنم كما وعده.
قال الراعي للذئب: ذهبت للنبي سليمان ولقد أذن لك بنعجة واحدة فأختار ما شئت. نظر الذئب إلي الغنم فوجد نعجة نائمة فأختارها، سأله الراعي لماذا إخترت هذه النعجة بالذات. قال الذئب: لأني وجدتها غافلة عن ذكر الله تعالى وتسبيحه.