قصة حقيقية عن صدقة عيد الأضحى أبكت الملايين!
في ظل الزحم الذي نعيشه في حياتنا، والصراع الذي نشهده من أجل توفير قوت يومنا، تبرز قصصٌ تُذكّرنا بأن الإنسانية ما زال فيها الخير، ولا يقتصر هذا الخير على الأغنياء وحدهم بل يصل إلي باب الفقراء.
هناك قصةٌ قصيرة ومؤثرة حدثت في أيام عيد الأضحى، حيث تحوّلة هدية كبشٌ بسيط إلى درسٍ عظيم في الإيثار وصدقة السر، ليثبت أن أعظم العطاء هو ما خرج من قلبٍ شحيح اليد، واسع الروح.
هذه ليست مجرد قصة عن كرم الأغنياء، بل هي إثبات أن الفقراء قد يكونون أساتذةً في العطاء حين يُقدّم الواحد منهم آخرَ لقمةٍ يملكها.. فكيف حدث ذلك؟ تابعوا السطور التالية لتعرفوا القصة التي أبكت العيون، وعلّمت الغنيَّ أن البركة قد تأتي من حيث لا يحتسب!
الغني الذي أحب صدقة السر
أراد رجل غني أن يتصدق بعدد من الخراف من مزرعته في أيام عيد الأضحى من دون أن يعلم به أحد، فقد كان يحب أن يقدم صدقته بسرية بدون أن يراه أو يعلم بها أحد غير عماله.
كان يضع على خرافه علامة مميزة تميزهم عن باقي الخراف، ولا يعلم تلك العلامة إلا هو والعاملين لديه في المزرعة. وفي ذات يوم طلب من عماله توزيع الخراف للمساكين داخل قريته وخارجها.
المفاجأة في السوق.. خروف الصدقة مع فقير!
قام أحد العمال بإعطاء خروف لشخص فقير وإنصرف، وفي اليوم التالي ذهب صاحب المزرعة إلي سوق تلك القرية لشراء بعض الأغراض وكانت المفاجئة! فبينما يبحث في السوق عن أغراضه وجد خروف له نفس علامة خرافه مع شخص فقير يريد بيعه في السوق.
سأل الرجل نفسه، كيف جاء هذا الخروف من مزرعتي إلي السوق، هل أخطأ العامل بتوزيع الصدقة، فأراد التحقق بنفسه من الأمر.
إجابة الفقير التي هزت القلب
تقدم الغني نحو الرجل الفقير وسأله من أين لك هذا! هل ربيته أم إشتريته. رد عليه الرجل الفقير ببسمة رقيقة يا أخي والله لم أفعل لا هذا ولا ذاك، بل جاني بالأمس رجل يسوق أمامه كبش ثمين فطرق باب بيتي وأعطاني هذا الكبش وقال لي هذا من سيدي قد أهداه لك. فسألته عن إسم سيده، فلم يرد على ومضا في طريقه.
وهذا الكبش كما ترى ثمين وكبير جدًا، وقد خطر ببالي أن أبيعه، وأشتري بثمنه خروفين أصغر قليلًا، واحد منهما أربيه أنا والآخر أعطيه لجارى الفقير، فهو أشد حاجة مني لهذا، وله أطفال عددهم كثير، ولا يملك هذا الرجل المال لشراء كبش أو لحم ولا حتى لشراء دجاجة.
سأعطي جاري الأكثر فقراً!.. إيثار نادر
تأثر الغني بصنيع هذا الرجل الفقير وبكى وقال هنيئا لك، فأنت تنفق حتي وأنت في ضيق من أمرك وبحاجة للخروف ولكنك أثرت جارك على نفسك.
ثم قال له، أنا أشتري هذا الكبش منك، وخذ ثمنه واشتري به ما شئت لك ولجارك، وأفعل كما قلت، فأنت والله بصنيعك هذا خير من كثير من الأغنياء في أيامنا، لأنك تريد أن تعطي من فقر ونحن نعطي من غنى.
وختم قائلا، لو شعر كل غني بحال جيرانه، لما بقي فقير في بلادنا، لكن الشيطان يعد الناس الفقر، والله يعدهم مغفرة وفضلاً.
البر لا يفنى.. والله يجزي المحسنين
البر لا يفني والديان لا يموت، ولقد قال المولى تعالى؛ ﷽ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون (وهذا الرجل برغم حاجته الملحة إلا أنه أحب أن ينفق في سبيل الله)، وصدق النبي محمد ﷺ إذ قال، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (وهذا الرجل أحب أن يعطي لجاره مما رزقه الله تعالى).
ليس هذا فقط بل أن الرسول ﷺ قال في حديث شريف، ليس منا من بات شبعان وجاره جائع (وهذا الجار الفقير نظر لجاره الذي حاله أدني منه وفكر في عياله).
هذه القصة مناسبة للأطفال لذلك إحرص على جعل طفلك يسمعها معك، حيث أنها قد تكون قصص للأطفال منيرة لصدورهم ولنخلف جيل لا ينسي الكرم. ولا تنسي أن تصلي على مؤلف القلوب ومسك الختام، محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام.