قصص الأنبياء: قصة النبي يونس مختصرة
قصص الأنبياء مليئة بالمعجزات الإلهية، واحدة من هذه القصص الجميلة هي قصة النبي يونس عليه السلام. دعونا نتعرف على قصة يونس مختصرة ولماذا إبتلعه الحوت!
قصة نبي الله يونس مختصرة
تبدأ قصة النبي يونس النبي الذي ابتلعه الحوت عندما إختاره الله تعالى ليحمل شرف النبوى ودعوة الناس لعبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأصنام والأوثان.
كانت دعوة النبي يونس لقومه في قرية نينوى، التي نسميها اليوم أرض الموصل في العراق. إنتشر بين هؤلاء القوم الشرك بالله من خلال إنكار وجود الذات الإلهية، وعبادة حجارة ينحتونها بأيديهم.
بعثة النبي يونس
بعث الله لأهل نينوى نبيه يونس عليه السلام ليدعوهم للعودة إلى عبادة الله الواحد الأحد، وإخراج القوم من ظلمات الكفر لنور الإيمان. لأن الأصنام منحوتة بإيديهم ولا تملك لناحتها نفع ولا ضر.
يسكن في قرية نينوي مئة ألف أو أكثر، بقي يونس عليه السلام يدعو قومه للتوحيد لثلاث وثلاثين سنة محاولاً توصيل رسالته لهم. لم يؤمن من قوم النبي يونس إلا عدد قليل منهم، ورفض أكثرهم الإيمان بالرسالة.
لماذا لم يؤمن قوم يونس في البداية
كان للقوم حجة بليدة في تكذيب رسالة نبيهم، فلقد قالوا له هذا ما وجدنا عليه آبائنا وأجدادنا. بعد سماع هذه الكلمات ونفاذ صبر النبي يونس مع كل هذا العناد، أخبرهم بأن العذاب سيأتيهم بعد ثلاثة أيام إن لم يؤمنوا برسالته، كان جواب القوم مستهذئ فلقد طلبوا منه أن يدعو ربه يأتي به الأن.
لماذا ترك يونس عليه السلام قومه؟
مع عناد قومه له أصاب النبي الكريم اليأس وقرر ترك القرية ومغادرتها، وهنا كان الخطأ فلم يأخذ سيدنا يونس الإذن من ربه لمغادرة القرية، فخرج غاضباً من قريته متجهًا نحو الشاطئ فوجد سفينة بها قوم مستعدين للإبحار، طلب سيدنا يونس منهم أن يأخذوه معهم على متن السفينة، رأي القوم فيه السماحة والطيبة التي يتسم بها جميع أنبياء الله ورسله فوافقو وأخذوه معهم.
ردة فعل القوم بعد أن تركهم نبيهم
بعد أن تركهم نبيهم أحس القوم بأن ما وعدهم به قادم لا محالة، فلقد ظهرت بوادر العذاب التي حذرهم منها سيدنا يونس في صباح مغادرته للقرية، وهو غاضبًا منهم. فلقد تكاثرت السحب السوداء في سماء القرية، وظهر دخان كثيف، وبعد ذلك هبطت السحب بدخانها على أسطح منازلهم. بعد أن رأي القوم ما حل بهم خافو من أن يقع عليهم عذاب الله، مثلما حدث مع من قبلهم من قوم نوح وعاد وثمود.
كيف امن قوم يونس؟
بعد رؤيتهم لبوادر العذاب، اجتمع أهل القرية بكبارها وصغارها، وأخذوا يبكون ويتوسلون إلى الله لكي يرفع عنهم العذاب علم الله بنية توبتهم فكانت ساعة استجابة عظيمة. استجاب الله لهم وأمر الله جبريل أن يخفف عنهم العذاب، وأخذوا يصلون ويدعون الله بأن يرد إليهم يونس كي يعلمهم الدين وأصبح أهل القرية جميعًا مؤمنين بالله.
النبي الذي ابتلعه الحوت
بينما كان القوم في انتظار رجوع سيدنا يونس عليه السلام لهم، كانت السفينة وصلت إلى منتصف البحر. اشتدت الرياح وضربتها الأمواج من كل جانب وهطل المطر بغزارة وتمايلت من جميع الاتجاهات حتى كادت أن تغرق. اجتمع طاقم السفينة وقرروا رمي الأززان الثقيلة فلم ينفع، فقررو عمل قرعة لرمي أحد الأشخاص في البحر حتى يتم تخفيف الحمل على السفينة.
وقع الاختيار على سيدنا يونس وكرروا القرعة ثلاث مرات، وفي كل مرة يقع الاختيار على سيدنا يونس عليه السلام. قرر سيدنا يونس أن يلقي نفسه في البحر، ولكنه كان يملك يقين بأن الله لن يتركه، وعندما ألقى يونس نفسه في البحر لتخفيف وزن السفينة ابتلعه حوت ضخم كان الله قد أمره أن يتبع السفينة التي ركب عليها يونس. لذلك كان النبي يونس عليه السلام هو النبي الذي ابتلعه الحوت.
كيف عاش سيدنا يونس في بطن الحوت
لما استقر النبي يونس عليه السلام في بطن الحوت كان يعيش في ثلاث ظلمات وهي؛ ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل. وعلى عكس المتوقع في هذه الحالة لم يخدش النبي يونس، ولم يكسر له عظم ولم يجرح أبدا لأنه كان في رعاية الله ورحمته وتأديبه له.
وكان يسمع أصوات غريبة لم يفهم منها شيء، فأوحى إليه الله بأنها أصوات تسبيح دواب البحر. وقد استمر يونس عليه السلام في التسبيح والدعاء والاستغفار قائلا "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
كيف خرج سيدنا يونس من بطن الحوت
استجاب الله تعالى إلى نبيه يونس وأمر الحوت أن يلقي به على شاطئ البحر، بعد أن مكث في بطنه ثلاثة أيام. وبالفعل استجاب الحوت لأمر ربه وألقى بيونس على الشاطئ، وعندما ألقى الحوت بيونس على شاطئ البحر كان ضعيفًا هزيلًا في بدنه وجلده، وهذا ما كان يجعل تعرضه لأشعة الشمس والحرارة العالية والحشرات يشكل خطورة على صحته وحياته.
فأنبت الله تعالى شجرة اليقطين بالقرب منه، ليستظل بها ويأكل منها حتى يتعافى ويسترد صحته وعافيته. وكانت هذه إحدى معجزات قصة سيدنا يونس عندما تعافى يونس بفضل ربه ورعايته ورحمته.
عودة يونس عليه السلام لقومه
عاد النبي يونس إلى قومه في نينوى فوجدهم مؤمنين خاشعين لله، وقد تغير حالهم الذي تركهم عليه قبل أن يقرر الخروج ويتركهم. كان أهل نينوى في انتظار يونس لكي يعلمهم أمور دينهم وليأتمروا بأمره ويتبعوه.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس
الاستمرار في التسبيح والدعاء والاستغفار، فالله يسمعنا ويستجيب لدعائنا دائمًا. وأيضًا نتعلم منها الصبر وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات والتفكير في كل خطوة نقوم بها بعيدًا عن تأثير حالتنا النفسية. وأيضا فضل قولي: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" في فك الكرب وانتهاء الأزمات مثل ما قالها سيدنا يونس عليه السلام.
