قصة قصيرة عن أبو نواس: من شاعر الخمر إلى التوبة التي أبكت الشافعي!
في هذه القصة القصيرة سوف نأخذكم في رحلة إلى العصر العباسي، نكتشف كيف تحوّل أبو نواس من أشهر شعراء المجون إلى رجل يُذكر بتوبته إلى الله. قصةٌ تختزل صراع الإنسان بين الخطأ والندم، وتكشف موقفًا غريبًا للإمام الشافعي! دعونا نكتشف توبته.
قصة أبو نواس
أبو نواس هو شاعر عباسي كان مشهوراً بشعره المحرم عن الخمر والمجون، حتى لقبه الناس في عصره بشاعر الخمر. وهناك بعض القصائد التي نسبها المؤرخون له مع وجود بعض الخلافات على نسبها.
قصيدة دع المساجد للــعباد تسكن
دَعِ المَسَاجِدَ لِلْعُبَّادِ تَسْكُنُهَا ** وَطُفْ بِنَا حَوْلَ خَمَّارٍ لِيَسْقِينَا
مَا قَالَ رَبُّكَ "وَيْلٌ لِلَّذِينَ شَرِبُوا" ** بَلْ قَالَ "وَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ" المُنَافِقِينَا.
وهناك بعض الرويات التاريخية التي تقول بأن الخليفة هارون الرشيد أمير المؤمنين أراد قتله بسبب زيادة مجونه، وعندما أحضره إلى مجلسه سأله عن موجونه، فقال له أبو نواس يا أمير المؤمنين إنما نحن شعراء نقول ما لا نفعل فعفى عنه هارون الرشيد.
لماذا رفض الشافعي الصلاة على أبو نواس؟
هناك بعض الرويات الاي تقول بأن الإمام الشافعي رفض أن يصلى عليه بعد موته، وبينما يقرأ في قصائده وجد قصيدة فاجأته، وهي تقول:
يَا رَبِّ إنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً ** فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لَا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنًا ** فَبِمَنْ يَلُوذُ وَيَسْتَجِيرُ المُجْرِمُ
أَدْعُوكَ رَبِّي كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا ** فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحَمُ
مَا لِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا ** وَجَمِيلُ عَطْفِكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ
وعندما إنتهي الشافعي من قرأت تلك الأبيات رق قلبه وسالة دموعه، حتي صلى عليه هو وجمع كبير من المسلمين.
الدروس المستفادة من قصة أبو نواس
ليس من حقنا الحكم على الناس بالجنة أو النار، لأن ذلك شئ لا يعلمه إلا الله. لكن هناك شئ نعلمه جميعنا بأننا نعلم ما في أنفسنا لذلك وجب علينا الحكم على أنفسنا بدلًا من الحكم على الغير. وإذا أردت أن تعين غيرك على صلاح نفسه فيتوجب عليك باللين والرحمة لا بالقسوة والتصنيف والحكم عليهم بما لا نعلم.
تلك كانت قصة قصيرة عن أبو نواس مع الشافعي، رجل أمضي جزء كبير من عمره في المجون والخمور ولكن عفو ربك أرحم. هذا لا يعني أن نستمر أنا وأنت في عصياننا لأننا لا نعلم متي ستكون ساعتنا وهل سنتوب أم نموت على ذنبنا.
في الختام ندعو المولى تعالي بأن يرزقنا حسن الخاتمة ويجعلنا من أهل عفوه ورضاه. لا تنسي مشاركتنا بالصلاة على النبي محمد في التعليقات بالأسفل.
