قصة النمرود وسيدنا إبراهيم هي إحدى القصص التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. النمرود هو "نمرود بن كنعان بن ريب بن نمرود بن كوش بن نبي الله نوح"، كانت فترة حكمه مليئة بالظلم والطغيان، فكان لا يبيع الطعام لقومه إلا إذا اعترفوا له بِالإِلٰهِيَّةِ، كما كان يجبرهم على عبادته وتقديسه من دون الله تعالى. تعالوا بنا نتعرف على أحداث قصة النمرود وسيدنا إبراهيم عليه السلام.
قصة سيدنا إبراهيم والنمرود بن كنعان
في إحدى الليالي شاهد النمرود في منامه رؤية أفزعته، فلقد كان ينظر إلى السماء فرأى فارساً يركب حصانه وكأنه يريد أن ينزل لمواجهته، ولما نظر مرة أخرى وجد أن الفارس قد تحول إلى كوكب مشع في مواجهة الشمس ولما نظر إلى المرة الثالثة راي أن الكوكب قد عاد إلى فارس مرة أخرى، هذا الفارس كان ينزل إلى الأرض بسرعة كبيرة حاملا بيده سلاحا كأنه يوجهه ناحية النمرود.
كيف فسر الكهنة رؤية النمرود بن كنعان
استيقظ النمرود فزعا مهموما من هول ما رأى في منامه، ثم أمر بجمع كبار علماء بابل ليفسروا له ما رأي، وعندما حضروا أخبروه بأن نهايته ستكون على يد ولد سيولد بمملكته. ثار غضب النمرود وخوفه، ليأمر بعد ذلك بقتل الأولاد كلها الذين ولدوا بهذا اليوم.
ولادة سيدنا إبراهيم في زمن النمرود
نفذ الجنود أوامر النمرود المتجبر، فكانوا يقتحمون البيوت ويأخذوا الأطفال رغما عن أمهاتهم. في ذلك اليوم كانت ولادة سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولكن الله عز وجل ألهم أمه إخفاء صغيرها وتضليل جنود النمرود عنه.
قصة سيدنا إبراهيم مع الأصنام مختصرة
كبر نبي الله إبراهيم عليه السلام، واشتد عوده ليجد قومه يعبدون الأصنام والكواكب. أراد إبراهيم عليه السلام أن يثبت لهم بطلان عقيدتهم باستخدام فأس. في أحد الأيام خرج جميع أهل المملكة للاحتفال بعيد لهم، فأراد أن يعلم القوم درساً عملياً، فأخذ فأسه ثم حطم سيدنا إبراهيم جميع الأصنام إلا كبيرهم، وضع عليه الفأس ورحل.
عندما عاد النمرود ومن معه من سكان مملكته شعروا بالصدمة! عندما رأوا أصنامهم مكسرة، وبسبب كره إبراهيم لأصنامهم عرفه القوم على الفور.
عندما جأو بإبراهيم أخذوه إلى النمرود الذي سأله: "هل أنت فعل ذلك بآلهتنا يا إبراهيم". رد عليه إبراهيم: "بل فعل ذلك كبيرهم ألم تروا الفأس موضوعا على كتفه! هيا فلتسألوه أن كان يستطيع أن ينطق". نظر القوم إلى بعضهم بعجب شديد.
فلما تأكد النمرود بأن إبراهيم من فعلها! أمر بأن توقد له نارا عظيمة، ويلقوه فيها على أعين ومسمع القوم، ليكون إبراهيم عبرة لمن يحاول تكرار فعلته. بالفعل بدأ الناس بحفر خندق ضخم، وجمعوا الحطب من كل مكان، ثم جاو بإبراهيم عليه السلام وحاولوا إلقاءه فيها ولكن بدون فائدة، فكان من بينهم رجل كردي صنع لهم منجانيق ليلقوا بإبراهيم في النار، ففعلوا.
خروج إبرهيم عليه السلام من النار بسلام
بعد أن هدأ لهيب النيران وانطفأت، ذهب القوم لجمع رمادها ورماد إبراهيم عليه السلام. تفاجأ القوم بما رأته أعينهم! فلقد خرج إبراهيم عليه السلام من تحت الرماد سليما معافى بإذن الله تعالى، لم يصبه حرق ولا ضرٍ من نارهم، فأمن بإبراهيم فئة من قومه.
كيف أفحم إبراهيم عليه السلام النمرود
لما سمع النمرود بقصة إبراهيم عليه السلام، أمر جنوده بإحضاره إليه، فلما جيء به سأله النمرود: "من هو ربك". رد عليه إبراهيم عليه السلام: "ربي هو الذي يحيي ويميت". قال النمرود مستهزأ: "أنا بإمكاني أن أحي وأميت".
أمر النمرود جنوده بإحضار شخصين محكوم عليهما بالإعدام، فأعدم الأول وأطلق سراح الثاني، ثم نظر إلى إبراهيم عليه السلام وقال له: "أرأيت لقد أحييت وأمت". قال له سيدنا إبراهيم: "الله يأتي بالشمس من المشرق عند شروقها فأتي أنت بها من المغرب أنت كنت صادقا". فبهت النمرود ولم يجد كلام يرد به على إبراهيم. قال تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) سورة البقرة.
كيف كانت نهاية النمرود؟
بحسب ما ورد عن زيد بن أسلم، فإن الله تعالى قد بعث إلى النمرود بن كنعان ملكا ليدعوه إلى عبادة الله وحده، جاء إليه الملك أربع مرات إلا أن النمرود أبا وتكبر قائلا: "وهل هناك إله غيري". فقال له المَلك: "أجمع جيشك في ثلاثة أيام ولنلتقي".
جيشَ النمرود جيوشه، وعندما ذهب بجيشه حيث أرض المعركة فتح الله تعالى عليهم باب من جيوش البعوض، حتى إنها حجبت ضوء الشمس عنهم لكثرة عددها، فأكلت لحم جنده ولم تبقي منهم إلا العظام، بالنسبة للنمرود فلقد نجا ولكن البعوضة دخلت من منخاره لتستقر في رأسه.
كانت البعوض تثور في رأس نمرود حتى منعته النوم ولحقت به الأمراض، ولم تكن لتهدأ حتى يُضرب رأسه بالمطارق وقيل النعال. وقد قيل إن من أراد أن يرحم نمرود يضربه على رأسه. وهكذا انتهت قصة النمرود ببعوضة.
أسئلة عن قصة النمرود وسيدنا إبراهيم
ماذا قال إبراهيم وهو في النار؟
وردت العديد من الأقاويل التي لم تثبت بسواعد صحيحة، أما المقولة المسندة فهيا قول إبراهيم عليه السلام: "حسبي الله ونعم الوكيل".
كم مكث إبراهيم عليه السلام فِي النَّارِ؟
ورد أن سيدنا إبراهيم عليه السلام مكث في نار قومه سبعة أيام، لم يستطع أحد منهم الاقتراب منها لشدة لهبها.
كم كان عمر سيدنا إبراهيم عندما حطم الأصنام
كان بن السادسة عشر عندما أخذ الفأس وتوجه حيث أصنام قومه وحطمها كلها إلا كبيرهم وضع الفأس على كتفه عل عقول الناس تستوعب الموقف، وعندما جاء القوم عرفوه أنه هو من فعل ذلك بآلهتهم
خاتمة
ملك النمرود الأرض من مشرقها إلى مغربها لأربعمائة سنة، حتى أماته الله تعالى، وهو صاحب الصرح العظيم الذي اختفى من أرض بابل. أهلكه الله تعالى على يد بعوضة، بعد أن أفسد في الأرض، وهذه هي نهاية كل ظالم متكبر.