قصة عن بر الوالدين للأطفال قصيرة تعلمهم القيم والأخلاق

الوالدان هما أعز ما نملك في الدنيا والآخرة، فهما لهما الفضل علينا بعد الله تعالى. فلقد ضحوا بأثمن أوقاتهم، وصحتهم، وحياتهم في سبيل رؤية بسمة ولو بسيطة منا. ومن منا لا يريد أن يعلم أطفاله كيفية بر والديه، واليوم سوف نتعرف على قصة مؤثرة عن بر الوالدين بطلها شاب يتحدى إمبراطورية كاملة لأجل والده العجوز.

قصة عن بر الوالدين للأطفال قصيرة

قصة مؤثرة عن بر الوالدين

يُحْكَى أنه في مملكة صينية قديمة، كانت الناس لديها عادَةً سيئة تتمثل في التخلص من كبار السن بعد أن يصبحوا لا فائدة منهم. فكان الجميع من سكان القرية يذهبون بآبائهم أو أمهاتهم ويتركوهم فوق قمة جبل يواجهون مصيرهم، ويتركون لهم طعاماً وماء يكفيهم لمدة تتراوح بين يوم إلى ثلاثة أيام.

وفي أحد الأيام، قرر رجل التخلص من والده العجوز فوق قمة الجبل، فطلب من زوجته أن تعد له طعاماً وماء يكفيانه لثلاثة أيام، ثم طلب من والده أن يصعد إلى ظهره ويتمسك به جيدا، وأعطاه طعامه كي يمسكه في يده.

بالفعل تسلق الولد إلى قمة الجبل يحمل والده العجوز على ظهره، وقد وصل إلى المكان الذي سيفارق فيه أباه، وعندما أنزله إلى الأرض تفاجأ أن كيس طعامه فارغ وليس به طعام! فقال له: أين طعامك يا أبي؟ قال له والده: يا بني لقد رميت الفُتاتُ على الأرض كي لا تضل الطريق في أثناء عودتك إلى المنزل؟

نزلت دموع الشفقة من عيون الشاب، ولكنه لم يكن مُسْتَعِدّاً لمواجهة قرارات الإمبراطور، وعادات أهل القرية. وهو في الطريق هبت عاصفة ثلجية، فكر الشاب في مصير والده، فعاد إليه وهو يردد: لا تخف يا أبي ابنك قادماً لإنقاذك! وعندما وصل إلى هناك وجد أباه يكاد يتجمد من الثلج، فحمله على ظهره وعاد بسرعة إلى كوخه بدون أن يراه أحد.

فلما رأته زوجته قالت له: لماذا عُدْتُ بأبيك هذا؟ سيغضب منك الإمبراطور.

قال الشاب: إن كنت تريدين العيش معي فحافظي على ذلك السر.

وضع الشاب والده العجوز داخل غرفة سرية تحت الأرض لا تعرفها حتى زوجته، فكان يحضر له الطعام والشراب كل يوم.

وفي أحد الأيام، عرف الإمبراطور من خلال جواسيس القرية أن ذلك الشاب يخبئ أباه العجوز داخل بيته، فأراد أن يختبر ذكاءه قبل أن يحبسه، فأرسل إليه أحد جنوده فقال له: الإمبراطور يريدك في الصباح راكبا ماشيا. حار الشاب وتعمق في التفكير طويلا، فوجد نفسه عند والده يحمل إليه طعام العشاء، فقص عليه خبر الملك.

فقال له والده: هذا بسيط خذ هذه العصا وأذهب وأنت مسنود عليها إلى الإمبراطور، لتكون راكبا ماشيا. وعندما فعل ذلك أعجب الإمبراطور بذكائه فقال له: عد إلى في الصباح، ولكن! يجب أن تكون لابسا حافيا.

عاد الشاب إلى والده مهموما وحزينا فقص عليه أمر ذلك الإمبراطور، فقال له والده: أعطني حذاءك! فخلع منه الجزء السفلى وأعطاه لولده الجزء العلوي من الحذاء، وقال له: في الصباح أذهب به إلى الإمبراطور. تعجب الإمبراطور لأمر ذلك الشاب الذكي، فقال له: عد إلى في الصباح ومعك صديقك الوفي وعدوك اللدود.

كالعادة، عاد الشاب إلى أبيه بوجه حزين، فحكى له طلب ذلك الإمبراطور فقال له والده: في الصباح خذ معك زوجتك وكلبك. وعندما أخذهم، أمره الإمبراطور أن يضرب الكلب، فضربه ثم هرب الكلب إلى الخارج وعاد إليه مرة أخرى عندما ناداه، ثم أمره أن يضرب زوجته ففعل، فقالت له: كيف تجروء على ضربي يا هذا هل نسيت من أكون؟ يا حضرة الإمبراطور زوجي هذا يخبئ والده العجوز في غرفة سرية اقبضوا عليه.

تعجب الإمبراطور لذكاء ذلك الشاب وسأله عن مصدر أفكاره، فقال له الشاب: لست أنا يا مولاي إنه والدي العجوز هو من يعطيني هذه الأفكار. فكر الإمبراطور قليلا ثم قال: كيف لنا أن نهمل أو نتخلص من أناس أفنوا أحلى أيام حياتهم لأجلنا، لما لا وهم يملكون الخبرة والحياة. ألغي الإمبراطور هذه العادة السيئة وعين والد ذلك الشاب وزيرا عنده.

عمرو عكاشه
عمرو عكاشه
تعليقات