قد نجد في حياتنا أشخاصاً يسخرون من أشياء تميزنا عنهم، ولكن هذه السخرية تنبع من أمرين؛ الغيرة وقلة فهمهم لتلك الميزة. غابة شاسعة عاشت فيها زرافة طيبة، وعاش فيها فيل متنمر. حدث بينهما موقف غريب سخر الفيل فيه من الزرافة، ولكن الزرافة علمته درساً لن ينساه. دعونا نكتشف قصة الزرافة والفيل من قصص الأطفال قبل النوم.
قصة الزرافة والفيل عبرة عن التنمر للأطفال
كان يا مكان في غابة جميلة ومليئة بالأشجار العالية والأنهار العذبة، عاشت زرافة تحب أكل أوراق الأشجار، كما كانت رشيقة جدا بحيث يمكنها الوصول إلى مكان لا يمكن لأي حيوان آخر الوصول إليه لجلب طعامها.
وفي الغابة نفسها، عاش فيل ضخم، يتميز بقوة كبيرة وخرطوم طويل. في أحد الأيام بينما كانت الزرافة تلتقط الأوراق من أعلى الأشجار، رآها الفيل ثم اقترب منها وضحك بصوت عال، ثم قال لها: "أيتها الزرافة لماذا رقبتك طويلة جداً؟ لو كنت مكانك لتعبت من حملها؟ أظن أنها لو كانت أقصر قليلا كنت ستبدين أجمل".
نظر الفيل إلى الزرافة بنظرة سخرية، بدت الزرافة حزينة بسبب كلامه القاسي، ولم ترد أن تحرجه بكلامها، فقالت له بهدوء: "عندك حق فيما تقول! ولكن هل كنت تعرف أن رقبتني تساعدني على الوصول إلى أوراق الأشجار التي لا يستطيع أي حيوان بحجمي الوصول إليها (كانت تقصده هو)، ربما أكون مختلفة عن الجميع ولكن اختلافي هذا له فائدة كبيرة". ضحك الفيل مرة أخرى على كلام الزرافة ولم يقتنع به، ثم انصرف إلى حاله.
بعد هذا الموقف الذي حدث بين الزرافة والفيل، مضت الأيام والأسابيع والشهور حتى جاء فصل الصيف، ولكنه لم يأت وحده؟ بل جاء معه الجو الحار والشمس القوية التي تسببت في انعدام هطول الأمطار، مما أدى إلى جفاف الأعشاب في الغابة. لم يبق أي طعام للحيوانات سوى أوراق الأشجار العالية، والتي كانت الزرافة تلتقطها بكل سهولة! فيما كان يحاول الفيل الوصول إليها، ولكنه لم يستطع بالرغم من حجمه وقوته، فمد خرطومه الطويل ولكنه لم يستطع الوصول إلى أبعد من نصف الشجرة.
جلس الفيل حزينا يراقب بعينيه أوراق الأشجار العالية، ويحاول أن يجد طريقة تمكنه من الوصول إليها. وبالقرب من الفيل كانت الزرافة تستمتع بأوراق الأشجار العالية، فرأت الفيل واقتربت منه، ثم قطفت بعض الأوراق ووضعتها أمامه.
شعر الفيل بالخجل من موقف الزرافة معه مقارنة بكلامه القاسي معها، فقال لها: "أيتها الزرافة الطيبة، لقد سخرت منذ فترة من شكل رقبتك، ولم أعلم بأنها نعمة من الله، بدون مساعدتك لي كنت سأتضور جوعا".
ابتسمت الزرافة وقالت للفيل: "لا عليك يا صديقي الفيل! فنحن أصدقاء والصديق يساعد صديقه في وقت الحاجة، ولكن يجب عليك أن تعرف أن الاختلاف ليس عيباً إنما هو ميزة خاصة لصاحبه".
✅ العبرة من قصة الزرافة والفيل
كل واحد منا ميزه الله تعالى بميزة مختلفة عن الآخرين. قد نكون مختلفين في شكلنا أو قدراتنا، لكن أغلبنا لا يعرف أن هذا الاختلاف هو سر جمال الحياة. لذلك دعونا نحترم الآخرين ونقدر اختلافهم وميزاتهم بدلاً من السخرية منهم.