قصص المغامرات الحقيقية: متاهة سجن قارا التي لا تنتهي

موضوعنا اليوم عن سجن قارا، محبس تاريخي تم تشيده بدقة تحت الأرض. قصة سجن قارا الغامض بمكناس فتحت آفاقا للعديد من الأساطير المرعبة. مساحته الحقيقية مجهولة إلى اليوم، والأغرب لا يوجد فيه باب أو نافذة واحدة للهروب منها.

دخوله لا يعنى إلا شيء واحد الاختفاء للأبد! وما زال هذا السجن سراً من أسرار المغرب. سجن قارا بالداخل لغز مرعب آخر لم يستطع أحد حله إلى يومنا هذا، وهل سيبقى هذا السجن أحد أكثر السجون غموضاً في العالم. هناك روايات مرعبة عن أشباح أو أرواح تسكنه! ولكن ما هي حقيقة قصة سجن قارا الغامض بمكناس! دعونا نتعرف عليها.

قصة سجن قارا الغامض

سجن قارا

قصص السجون في العالم لا تعد ولا تحصى، وتشكل إلى يومنا هذا مادة دسمة تجذب صانعي المحتوى السينمائي والقصصي، وكلما اشتدت خطورة تلك السجون كلما زاد الاهتمام بها، وبأحوال المساجين فيها، وبمحاولاتهم الحسيسة للفرار من بين براسم سجن ذي حراسة مشددة، وموقع في أغلب الأحيان مجهول. سجن قارا الغامض هو أكبر سجن في العالم تحت الأرض. دعونا نعرف قصته!

ما هيا قصة سجن قارا

تعود قصة سجن قارا إلى عهد السلطان المولى إسماعيل في القرن الثامن عشر الذي عاش بمدينة مكناس، في هذا الوقت كان السلطان في حاجة إلى مكان ضخم لاحتواء أربعين ألف سجين أغلبهم من الأسرى الذين قُبِض عليهم، وكان بينهم العديد من الجنود الأجانب والأوروبيين.

وبحسب الرواية كان موجود بين المساجين خبير بناء برتغالي، فطلب منه المولى إسماعيل بناء السجن واعد إياه بتحقيق أمنية واحدة له، وهي الأمنية التي تداعب أحلام كل سجين (الحرية)، ولكن بشرط أن ينجح في بناء هذا السجن وأن يكون الأخطر والأغرب في العالم.

ليتم بناء سجن قارا في مدينة مكناس المغربية تحت الأرض، وتحديدا تحت القصور الإسماعلية، والجزء المثير في الرواية، أن المولى إسماعيل طلب من الخبير البرتغالي إنشاء ممر سري واحد في السجن بحيث يكافأ من يجد الممر بحريته. انتظر فالمسألة ليست بتلك السهولة إطلاقا! فالممر مخفى بدقة شديدة داخل السجن.

تصميم سجن قارا

كان المولى إسماعيل مولعا بفن العمارة الأوروبية ولا سيما الفرنسية، فكان يأمر السجناء الأوربين ذوي الخبرة في البناء في إنشاء قصور مثل تلك التي يفخر بها ملوك القارة الأوروبية ولكن بروح عربية عريقة وأصيلة.

وأكثر ما يثير الريبة والخوف هو تصميمه الداخلي فسجن قارا هو عبارة عن متاهة ضخمة، أو دهاليز متشابهة، والتي دفعت الأهالي إلى مقولتهم الشهيرة "الداخل إلى  سجن قارا مفقود والخارج منه مولود".

وهذا لا يعني إلا أمرا واحد؛ صعوبة الخروج والتحرر منه، وهذا السبب وراء عدم عثور أحد على الممر السري، لأن السجن عبارة عن متاهة لا يمكن تميز أجزائها أبداً.

أشهر قصص الاختفاء في حبس قارا

اختفاء بعثة فرنسية عمدت إلى دخول حبس قارا الغامض في المغرب بهدف اكتشافه، ولم تخرج منه أبدا، حينها قررت السلطات المغربية إغلاق السجن لتفادي حصول المزيد من حالات الاختفاء داخل سجن قارا المرعب. لكنها أبقت على جزء واحد منه مفتوح كوجهة سياحية في مكناس.

كيف كان يحصل المساجين على طعامهم؟

في حبس مكناس لم تكن هناك إلا طريقة واحدة لإيصال الطعام للمساجين، وهي عن طريق مجموعة فتوحات موجودة في سقف السجن، يبلغ قطرها بين مترين ونصف إلى عشرة أمتار.

سبب تسمية سجن قارا بهذا الاسم؟

هناك روايتان حول سبب تسمية سجن قارا:

الأولى تقول: سمى الاسم تيمنا باسم السجين البرتغالي الذي قام ببنائه.

الرواية الثانية تقول: إن أحد حراس السجن في فترة الحماية الفرنسية للمغرب كان أقرع الرأس فكان يناديه الفرنسيون قارا، في محاولة لقول أقرع.

مساحة سجن قارا

اللغز الأكبر يكمن في معرفة مساحة سجن قارا، والذي لم يُحَلّ إلى يومنا هذا، فقد تعددت الروايات التي تتناول مساحته الحقيقية.

الرواية الأولى: مساحة السجن تساوي مساحة القصور الإسماعلية التي يقبع تحتها.

الرواية الثانية: مساحة سجن قارا أكبر من ذلك، بحيث تغطي مساحة مدينة مكناس بأكملها.

الرواية الثالثة: مساحة السجن أكبر مما يتصوره عقل بشري، إذ تساوي مساحة سجن قارا المسافة بين مكناس وتازا شرقا ومراكش جنوبا، وصولا إلى بعض المدن الشمالية.

مساحة سجن قارا ليس اللغز الوحيد المثير للجدل! فهناك العديد من الروايات التي تناولت حقيقة سجن قارا الملعون. السجن لم يبنه المولى إسماعيل! بل كان موجودا منذ القدم، وعند اكتشافه طلب المولى إسماعيل ترميمه لاستخدامه.

السجن في القدم كان مدينة متكاملة تحت الأرض تضج بالحياة. هل كان يمثل حضارة مغربية عمرها آلاف السنين لجأ إليها الناس هربا من الحروب والكوارث الطبيعية.

السجن في الأساس اِسْتَخْدِمْ كَتَنُّورَةَ كبيرة (مخزن ضخم للأطعمة)، وذلك تحسبا لأي ظرف طارئ قد تشهده المدينة. واعتبر البعض ارتفاع فتوحات السجن من الأعلى كانت الغاية منها هي تخزين الحبوب والمؤن.

لعنة سجن قارا

أما الحقيقة المرعبة عن سجن قارا المغربي هو ما يسمى لعنة سجن قارا. فبحسب أهالي مكناس السجن مسكون بالروح المعلقة في سجن قارا بين سراديبه ودهاليزه، أول مجموعة سكنت فيه وماتت فيه. بحيث يقال: إنه يمكن الشعور بوجودهم أو حتى سماع همساتهم بين جدران السجن!

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا عن سجن قارا، وأختصرلنا لكم كل ما يدور في سجن قارا المغربي فما رأيكم: هل سجن قارا كان في الماضي البعيد حضارة حُوِّلَت إلى سجن مرعب تدور حوله الروايات والأساطير المرعبة.

وما مصير البعثة الفرنسية التي حاولت استكشافه، هل تاهت فيه من الداخل حتى لقي كل أفراد طاقمها مصرعهم؟ وماذا وجدوا في الداخل برأيكم؟

عمرو عكاشه
عمرو عكاشه
عمرو عنتر عكاشه، كاتب ومدون مصري أحب القراءة والكتابة منذ صغري، كما أحب التدوين وقراءة القصص منذ ذلك الوقت.
تعليقات