قصة قصيرة جدا لرجل أراد أن يتعلم لغة الحيوانات، فذهب إلى نبي الله سليمان بن داود ليعلمه لغتهم. قصة خرافية وباطلة لا تمت للواقع بصلة! ولكنها تحمل عبرة كبيرة تعالوا بنا لنتعرف على تلك العبرة.
قصة الرجل الذي تعلم لغة القطط
عاش رجل في بني إسرائيل، كانت هناك قطتان تجتمعان كل يوم بجانب نافذة بيته، تتبادلان الكلمات غير المفهومة للبشر. أصاب ذلك الرجل الفضول لمعرفة ما يقولون، فذهب إلى النبي سليمان وطلب منه أن يعلمه لغة القطط.
وعندما ذهب إليه وطلب منه ذلك، أخبره سليمان عليه السلام أنه لن يستطيع تحمل الأمر! ولكن الرجل أصر على مراده، فسأله عن أي لغة يريد أن يتعلمها، فقال له: "لغة القطط، لكثرة عددها عندنا في الحي". نفخ النبي سليمان بإذن الرجل، وبالفعل تعلم لغة القطط.
في يوم من الأيام، سمع ذلك الرجل الذي تعلم لغة القطط قطتين تتحدثان بالقرب من منزله، فقالت إحداهما للأخرى: "هل لديك شيء لأكله؟ لأني أشعر بالجوع الشديد".
قالت القطة الأخرى: "ليس لدي طعام الآن، ولكن اطمئني ففي ذلك البيت هناك ديك سيموت غداً، وعندها سيكون لدينا طعام شهي".
قال الرجل: "والله لن يأكل أي منكما من لحم ديكي وسأبيعه" بالفعل ذهب الرجل في الصباح الباكر إلى السوق وباع الديك.
بعد وقت قصير جات القطة الأولى وسألت الثانية: "هل مات ديك ذلك الرجل".
قالت القطة: "لا، لم يمت فلقد باعه صاحب البيت في السوق، ولكن ما زالت لدينا فرصة أخرى؟ خروف ذلك الرجل سيموت غدا ونأكل منه ما نشاء". بعد أن سمع صاحب البيت كلام القطتين عن خروفه، ساقه في الصباح الباكر إلى السوق وباعه.
جات القطة الأولى وسألت الثانية: "هل الخروف مات".
قالت لها القطة الثانية: "لم يمت، فلقد باعه صاحبه! ولكن هناك فرصة أكبر بكثير؟ لأن صاحب البيت سيموت وسيطعمون المعزين ونحن سنأكل من بقايا ذلك الطعام".
نزل ذلك الكلام كالصاعقة على ذلك الرجل، فذهب الرجل بسرعة إلى نبي الله سليمان وقص عليه ما سمع من القطتين، وطلب منه أن ينقذه، فقال له النبي سليمان: "لقد فداك الله تعالى بالديك وقد بعته، ثم فداك بالخروف وأيضا بعته، أما الآن عليك أن تعد وصيتك وكفنك".