قصة قصيرة ومعبرة: الهندي الذي صفع الضابط البريطاني

التاريخ ملئ بالقصص الغريبة، التي تحمل معها عبرة لمن يعتبر، فمنها من حفظها التاريخ، ومنها من دثرها الزمن تحت الأنقاص. قصتنا اليوم هي قصة قصيرة ومعبرة بكل ما للكلمة من معني، حدثت مع رجل من الهند وضابط من الإحتلال الإنجليزي. تعالوا نتعرف على أحداثها!

قصة قصيرة ومعبرة: الهندي الذي باع كرامته بخمسون ألف روبية

قصة قصيرة ومعبرة: الهندي الذي باع كرامته بخمسون ألف روبية

في أحد أيام احتلال الإنجليز للهند، مر ضابط إنجليزي بفلاح بسيط فأراد أن يهينه! فذهب إليه وصفعه صفعة قوية أمام الناس، فسقط الفلاح على الأرض من شدتها، فما كان من الرجل الهندي إلا أن قام ورد الصفعة للضابط الإنجليزي، فسقط هو أيضاً على الأرض.

غضب الضابط الإنجليزي، بسبب كبريائه الذي يحيط بكل محتل. ذهب الضابط إلى قائده غاضبا ويتمتم بكلمات غريبة، وعندما سأله القائد عن سبب غضبه قال له: "لقد تجرأ هندي حقير ورد الصفعة إلي أمام الناس،  هل ترضى أن يحدث ذلك مع جنود سمو ملكة بريطانيا العظمى؟".

قال القائد: "أترى هذه الخزينة؟".

قال الضابط الإنجليزي: "نعم ولكن ما دخلها بموضوعنا".

قال القائد: "افتحها وخذ منها خمسين ألف روبية وأعطها لذلك الهندي، واعتذر له عن صفعتك له".

غضب الضابط الإنجليزي وقال: "كيف أفعل ذلك مع ذلك الهندي الذي ضربني! وهل ترضي أنت بفعل ذلك".

قال القائد: "اعتبره أمرا! فقط اذهب للهندي وأعطه ذلك المال وأعتذر له". نفذ الضابط الإنجليزي أوامر قائده، وأعطي الهندي خمسين ألف روبية، والتي كانت في ذلك الوقت تعادل ثروة.

أخذ الهندي المال، واشترى له منزلاً جميلا واستثمر الباقي في التجارة، حتى أصبح ذلك الهندي غنياً ومحاطاً بالحرس والجميع يحترمه.

بعد مرور فترة من الزمن، استدعى القائد ذلك الضابط الإنجليزي وقال له: "هل تذكر ذلك الرجل الهندي الذي لطمك على وجهك؟".

قال: "نعم أتذكره! ومن ينساه".

قال: "اذهب الآن ورُدَّ إليه الصفعة على وجهه".

قال الضابط الإنجليزي: "لم أستطع فعل ذلك وهو فقير. أتريد الآن أن أصفعه بعدما أصبح محاطاً بالحرس ويحترمه الجميع؟".

قال القائد الإنجليزي: "اعتبر ذلك أمراً عليك تنفيذه، فقط اذهب الآن".

ذهب الضابط الإنجليزي بالفعل إلى حيث الرجل الهندي محاط بالحرس والمعجبين، وبدون أي سابق إنذار صفعه على وجهه حتى سقط على الأرض. لم يُظهر الرجل الهندي أية ردة فعل تجاه تلك الصفعة، فتعجب الضابط الإنجليزي وأسرع إلى قائده ليخبره بالقصة.

عندما سمع القائد ما حصل، قال للضابط الإنجليزي: "في المرة الأولى عندما رد إليك الصفعة كانت لا تزال لديه كرامة، وعندما باعها مقابل خمسين ألف روبية، أصبح لا يجد شيئاً يدافع عنه".

العبرة من القصة: "الكرامة كنز لا يشعر به إلا من باعه".

عمرو عكاشه
عمرو عكاشه
عمرو عنتر عكاشه، كاتب ومدون مصري أحب القراءة والكتابة منذ صغري، كما أحب التدوين وقراءة القصص منذ ذلك الوقت.
تعليقات