قصة بئر برهوت: البئر الملعون في اليمن الذي حيّر العالم

لكل رحلة بداية، ولم تكن بداية تلك الأرض بنا نحن البشر. بل بعوالم من خلق الله جاءت واندثرت بدون آثار لها، وهناك البعض الذي ما زال وجوده متزامنًا مع وجودنا. قيل إن النبي سليمان عليه السلام سجن المتمردين من الجن في هذا المكان الغامض، مثلما ذكرنا في قصة تل حفيظ. وتبقى الحقيقة أن سجون تلك الجنود غير البشرية ما زالت موجودة على الأرض تنتظر الخلاص. دعونا نكتشف سر بئر برهوت في اليمن.

قصة بئر برهوت

بئر برهوت الأسطورة النائمة التي قيل إنها أبغض البقاع إلى الله، ومن هذا المكان ستكون نهاية الحياة الدنيا، كما أنها تحتوي على أشر ماء على وجه البسيطة، هي المنطقة الأكثر رعبًا في بقاع الأرض لما بها من أسرار أطلق عليها الناس بئر برهوت، أو وادي الجن الذي قطع كل أوصال من حاول اكتشافه أو الاقتراب منه.

ولكن عندما ترى نور الشمس، فإن هذه الصحراء لم ترَ قطرة واحدة من الماء منذ آلاف السنين. وإن كنت لا تصدقني، فسوف أحكي لك بعض القصص على لسان البدو الرحل منذ زمن بعيد، قصص حقيقية.

ملِك حمير وبئر برهوت

يقال إن بداية هذه البئر تعود إلى أول معاهدة بين مملكة البشر ومملكة الجن الخفية، عندما أراد ملك حمير أن يسخر ملك الجن لأطماعه الشخصية في القضاء على الممالك الأخرى، ليحكم الأرض.

بحسب القصة، فإن ملك من ملوك حمير قد أعطى ملك الجن قطعة أرض في اليمن، لتكون مكاناً له من أجل تجميع تلك القوة التي يريدها، وبالفعل سكن الجن منطقة بئر برهوت بعد موته.

وتكمل القصة، أن هذا الملك قد أعطى ثروته التي جمعها من مملكة حمير والممالك الأخرى إلى ملك الجن ليحميها له من السرقة. ولكن سرعان ما دُمرت مملكة حمير ومات الملك، فيما ظلت تلك الثروة الملعونة مدفونة في باطن الأرض، من يدري؟ فربما تخلص ملك الجن من ملك الإنس ومن مملكته أيضًا.

الجدير بالذكر أن اسم برهوت في اللغة الحميرية معناه "أرض الجن" أو "وادي الجن".

الرجل المربوط

القصة الأولى: عندما رأى بعض الرجال بئرًا لا تبدو عليه إلا علامات احتوائه على كمية كبيرة من المياه التي تروي ظمأ العمر بأكمله، خاصةً أن أصوات خرير الماء في الليل كانت تنبعث منه كأنها ألحان الاستدعاء من أجل شرب أعذب قطرات المياه.

وذكر الأصمعي قول رجل حضرمي: "أننا نجد من ناحية بئر برهوت رائحتين منتنتين وفظيعتين جدا، فيأتينا الخبر أن عظيمًا من عظماء الكفار قد مات".

وذكر الإمام الشافعي في مذهبه أنواع المياه المكروهة وهيا: "الماء المشمس، الماء شديد الحرارة، والماء شديد البرودة، وماء ديار ثمود إلا بئر الناقة، وماء ديار لوط، وماء برهوت، وماء بئر بابل، وماء بئر ذروان".

أين تقع بئر برهوت؟

تقع بئر برهوت في صحراء محافظة المهرة في الجهة الشرقية من الجمهورية اليمنية، على بعد ثلاثين كيلومترًا من الحدود العمانية. تبلغ مساحتها مئة متر مربع وعمقها مئتان وخمسون مترًا، ولا يمكن النظر إلى داخل البئر إلا عندما تكون أشعة الشمس عمودية على الفجوة.

تلك البئر التي تعشش فيها الحمائم البيضاء، وتسكنها الأفاعي الكبيرة النادرة، لاقت رواجا كبيرًا جدًا بين مؤيد ومعارض، إلى أن جاء من أكد الشك باليقين.

نزول الفريق العماني الي بئر برهوت

ويقول شاهد عيان من الفريق العماني: "إن المفاجأةِ التي لم أكن أصدقها لولا أني رأيتها بأم عيني، عندما نزلت إلى قاع البئر أنا وزميلي، هي الخضرة المحيطة بالبئر، وهدير الماء المتدفق كأنه نهر جار يسمع بجلاء بدون تشويش". فسألت نفسي هل أنا في حلم؟ هل ما أراه وأسمعه فعلاً في بئر برهوت، وداخل رؤية قاحلة لا ماء فيها؟

حقيقة بئر برهوت

كشف الفريق العماني أنه وبالتعاون مع هيئة الجيولوجيا والثروة المعدنية، وهيئة اللغة المهرية للدراسات والبحوث الكهفية. كما جمع الفريق عينات صخرية من بئر برهوت.

كم يبلغ عمق بئر برهوت؟ تظهر البئر كمعلم من الأقمار الصناعية، يبلغ اتساع الحفرة من الأعلى ثلاثين متراً، وتقع بين سهول وجبال جيرية صغيرة، ويبلغ عمق البئر مئة واثني عشر متراً وعرض الفوهة ثلاثين متراً.