تلخيص قصة كليلة ودمنة الأسد والثور - قصص عربية للاطفال

محبي القصص العربية لدينا اليوم إحدى أشهر القصص العربية للأطفال، وهي قصة الأسد والثور من كتاب كليلة ودمنة، تعكس حكمة الثور الذي استطاع التغلب على المخاطر، كما تعلم الأطفال اكتشاف الحيل الشريرة، مثل حيلة الضبع الذي أراد التخلص من الثور ليحافظ على كرسيه. والآن دعونا لا نطيل عليكم ونقرأ تلخيص لأحد أشهر القصص العربية "تلخيص قصة كليلة ودمنة الأسد والثور".

قصة الاسد والثور من كتاب كليلة ودمنة
قصة الاسد والثور كليلة ودمنة

تلخيص قصة كليلة ودمنة الأسد والثور

يحكى أن ثورا كان يجول ويرتع في مرج كثير ملئ بالعشب والماء العذب، كان الثور لا يعرف غير الأكل والنوم والراحة، حتى سمن وازداد حجمه وأصبح صوت خواره عاليًا جدا.

بالقرب من ذلك المرج كانت توجد غابة مترامية الأطراف كثيفة الأشجار، يسكن فيها أسد قوي توج نفسه الملك عليها، وقد بسط سلطته ونفوذه على جميع ما فيها من سباع، وذئاب، وثعالب، وفهود، وعندما سمع الأسد القوي خوار الثور المرعب، خاف منه وأرتعب من ذلك الصوت، لأنه لم يسمع خوار ثور بتلك القوة.

الأسد يسمع خوار الثور لأول مرة

عندما سمع الأسد ذلك الخوار الضخم الأجش الرهيب، خامره خوف منه وأخذته رهبة شديدة، وكره أن يشعر بذلك أحد ممن حوله فكتم خوفه، وأخفى رهبته من ذلك الذي سمع خواره لأول مرة، وظل مقيما مكانه يأتيه جنده بالمأكل والمشرب، وهو لا يبرح مكانه ولا ينشط.

وفي أحد الأيام قال له وزيره المخلص الضبع: ما لي أرى الملك لا ينشط خلافا لعادته؟ فأجابه الأسد: لقد سمعت صوتا عظيما يأتي من خارج الغابة، أرعبني كثيرا وجعلني أفكر كيف يكون يا ترى صاحب ذلك الصوت؟ لم يُنْهِ الملك كلامه حتى أطلق الثور خُوّاراً هائِلاً ارتج له المكان.

فقال له الضبع: لعل هذا الصوت هو الذي أرعبك، فرد الملك بسرعة: نعم، نعم؟ إنه الصوت الذي سمعته، وأنا أريد أن أعرف صاحبه. فقال له الضبع: أنا آتيك بخبره قبل أن تقوم من مكانك، وانطلق الوزير ومعه كوكبة من الجنود باتجاه ذلك الصوت، حتى إذا وصل إلى مصدر الصوت وجد صاحبه ثورا ذا جثة عظيمة، وذات فخامة وضخامة.

لقاء الأسد بالثور وإعجابه به

عاد الضبع إلى الملك يسوق له الخبر اليقين، فقال الأسد للضبع: ائتني به حالا؟ عاد الوزير إلى الثور، فقال له: الملك أرسلني إليك يريدك في عرينه، وأمرني أن أؤمنك على حياتك إن أنت عجلت في الذهاب إليه. ارتعب الثور من ذكر الأسد، وقال للضبع: إن أنت أشعرتني بالأمان، أقبلت معك إلى هناك، فأعطاه الوزير الأمان.

أقبل الضبع ومن خلفه الثور إلى العرين، حتى دخل الثور على الأسد، فأحسن الأسد إليه وقربه منه، بعد أن عرف بحكمته، ومضت الأيام وزاد إعجاب الأسد بالثور واحترامه له، حتى بات الثور ذا منزلة رفيعة عند الأسد. فلقد أظهر للأسد رأي راشِحاً، وَأَدَباً غَزِيراً، وَحِكْمَةٍ فائِقَةٌ، حسد الضبع الثور حَسَداً عَظِيماً، واغتاظ منه وندم على جلبه إلى الملك.

الوزير الحاسد يخطط بالمكر والخديعة

انقطع الضبع أَيّاماً عن الملك، ولم يزره حتى بعث في طلبه، فجاءه ودخل عليه فوجده وَحِيداً في خلوته، وبعد أن سلم باحترام شديد بقي صامدا وقد بدت عليه من الكآبة والحزن ما جعل للأسد يلاحظ ذلك، فسأله: ما بك يا وزيري ما هذه الكآبة البادية على ملامحك؟ فأجابه بعد اِمْتِناعٌ قائِلاً: أعز الله مولاي وزاده من الرفعة وحماه من كل مكروه.

بدأ الضبع ينفذ خطته قائِلاً للأسد: لقد بلغني يا مولاي الخبر اليقين، أن الثور يتآمر على مملكتك مع بعض من رؤوس جندك، فاحذر يا مولاي غدره، وأعلم أن من جالس الأشرار لا يسلم من أذاهم، وها أنا أخبرتك ولكي تكتشف ما يدبر لك الثور عليك فقط كتم الخبر وتقص الحقائق سِرّاً، صدق الأسد كلام وزيره، وكتم السِرُّ في نفسه.

شكوك الثور وهواجسه من غدر الأسد

أخذ الوزير يبحث عن فرصة للانفراد بالثور حتى فعل ذلك فقال له: أنت تعلم ما بيني وبينك، وتعلم حقك علي، وما كنت جعلته لك من العهد والميثاق عندما أرسلني الأسد إليك، فلا بد لي أن أحفظ عهدي وأطلعك على ما اطلعت عليه، ولأني أخاف عليك مما سمعت.

قال الثور مُتَعَجِّباً وَمُرْتاباً: وما الذي بلغك أيها الوزير؟ قال الضبع: حدثني الخبير الصَدُوقُ الذي لا أشك في قوله؛ إن الأسد قال لبعض أصحابه وجلسائه، لقد أعجبني لحم ذلك الثور الثمين، ولا تهمني حياته فأنا عزمت على أكله وإطعام أصحابي من لحمه وشحمه.

فلما بلغني هذا الخبر وعرفت غدره،  جئت إليك لأقضي عهدي معك لعلك تنجو بنفسك قبل أن يحدث ما تكرهه، فقال الثور في نفسه: صدق الوزير يبدو أني استحليت مقامي عند الأسد، وأن الموت نهاية هذه الحلاوة، وإلا من الذي أبقاني عنده وهو بلا رحمة.

الملك يلتقي الثور متخفيًا

حزم الثور أمره وعزم على الرحيل عائِداً إلى المرج الذي ولد فيه، وخرج إلى ذلك مُتَخَفِّياً تحت جنح الدجى في الوقت الذي خرج فيه الملك مُتَنَكِّراً يتفقد أحوال الرعية، فشاهد الثور على ما هو عليه، فدنا منه الأسد وقد أحكم تنكره، فلم يعرفه الثور وسلم عليه قائِلاً: السلام عليكم أيها الثور العزيز، إلى أين تقصد في هذا الوقت المتأخر من جنح الليل؟

اطمأن إليه الثور خاصة وقد بدأه بالسلام، والسلام أمان فأجابه بكل صدق قائِلاً: سأعود إلى المرج الذي كنت فيه قبل أن يبعث الملك في طلبي، وقد أقمت عنده مَشْكُوراً حين أكرم وفادتي وقربني منه، حتى استحليت مقامي عنده ولكن بلغني أخيرا عنه ما أنقذ حياتي، ونحث على صفو العيش معه؟ حين أبلغني وزيره المخلص أنه يريد أن يغدر بي ويأكلني، ويطعم أصحابه لحمي وشحمي.

فقال له الملك: وهل صدقت كلام الوزير؟ فأجابه الثور: لا يهمني إن كان كاذِباً أو صادِقاً، وإنما المهم عندي هو أنني لست من عشاق الكراسي، والوزير ما فعل ذلك إلا خَوْفاً مِنْهُ عَلَى كُرْسِيِّ الوِزارَةِ، أَوْ طَمَعاً فِي كُرْسِيِّ الإِمارَةِ.

فقال له الأسد وقد ازداد إعجابه به: كيف ذلك؟ فأجابه الثور: لا هدف للوزير إلا أن تقوم بيني وبين الأسد مواجهة قاتلة، فإذا قتلني الأسد اطمأن الوزير على كرسي الوزارة، وإذا قتلت أنا الملك يؤول إلى الوزير الأول كرسي الإمارة، وأنا لا طمع لي في كرسي الوزارة ولا في كرسي الإمارة؟ ولذلك فضلت الانسحاب من حياة الملك والعودة بسلام إلى المرج الذي ولدت فيه، لتبقى بيني وبينه علاقة حسن الجوار وصداقة الأحرار للأحرار.

الخاتمة: الحكمة من قصة الأسد والثور

عندها كشف الملك عن نفسه للثور وقد زاد إعجابه به، وصافحه بحرارة ثم عانقه باعتزاز كبير، وهو يقول له: أنت الآن وزيري المخلص ولا غنى عنك أبدا، بعد أن تبين أن وزيري الأول كاذب خائن منافق طماع، يعمل على الانتفاع من كرسي الوزارة، وفي سبيل كرسي الإمارة لقد حقت عليه اللعنة والخسارة. وحُبِس الضبع في السجن، وأصبح الثور هو وزير الأسد المخلص.

عمرو عكاشه
عمرو عكاشه
عمرو عنتر عكاشه، كاتب ومدون مصري أحب القراءة والكتابة منذ صغري، كما أحب التدوين وقراءة القصص منذ ذلك الوقت.
تعليقات