هل سمعت من قبل شخص يقول: "عادت حليمة لعادتها القديمة"، أحد أشهر الأمثال الشائعة في الثقافات العربية، وهو يقال لمن يترك عادته السيئة ثم يعود إليها من جديد. بطلة هذا القصة القصيرة هي حليمة زوجة حاتم الطّائي. ولكن ما هو سبب ذلك المثل الذي تناقلته الأجيال عبر الزمن؟ هذا ما سنعرفه في قصة رجعت حليمة لعادتها القديمة.
ما هي قصة مثل عادت حليمة لعادتها القديمة؟
في قديم الزمان عاش رجل عُرف عنه الكرم اسمه حاتم الطّائي، ولكن تشاء الأقدار الإلهية أن يتزوج بامرأة شديدة البُخل اسمها حليمة. ولقد قيل عنها أنها كانت عندما تريد وضع السمن في الوعاء ترتجف يديها، وكانت تضع القليل من السمن.
فأراد زوجها حاتم الطّائي أن يعلمها درسًا في الكرم، فقال لها: كانت النساء في الماضي تقول، إن المرأة التي تضع ملعقة سمن كاملة في الوعاء أطال الله تعالى في عمرها يَوْماً. وما إن سمعت حليمة كلام زوجها حتى بدأت تنفذه، فلقد قيل عنها، أنها أصبحت تزيد ملاعق السمن حتى أصبح طعامها شهيا.
وفي أحد الأيام مات ولدها الوحيد، ففجعت لذلك الحدث، لأنها كانت تحب ابنها أكثر من نفسها. تمنت حليمة أن تموت بسبب موت ابنها، فقللت السمن كما كانت تفعل من قبل حتى تقلل من أيام وسنين عمرها، ليتداول الناس فيما بينهم المثل القائل:"عادت حليمة لعادتها القديمة".
من هو حاتم الطّائي
رجل من العرب عُرف بشدة كرمه لدرجة أن العرب والعجم كانت تضرب بكرمه الأمثال، أحد الأمثال المتداولة "أكرم من حاتم الطائي"، حتى ذاع صيته في بلاد الروم والسند والهند. هو أمير قبيلة عربية تُدْعَى قبيلة طيء، وكانت كنيته "أبا سفانة" أو "أبا عُدي"، كما يقال بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد ذكره في بعض الأحاديث.
كما عُرف عنه الكرم والجود ومساعدة الناس، حتى تخطت سمعته بلاد العرب. كما كان حاتم الطائي أحد أشهر الشعراء العرب في الجاهلية قبل ظهور الإسلام. كان العرب يصفون الكرم بحاتم الطائي، وبلاغة الشعر لزهير بن أبي سلمى.