قصة الإمام البخاري والألف دينار: عندما تنتصر الأمانة على المكر

قصة قصيرة عن الأمانة بطلها هو الإمام البخاري رحمه الله، تهمة باطلة يدفعها إليه شخص على ظهر السفينة تظاهر أنه يحبه، فوثق به ولكنه خان تلك الثقة! قصة الإمام البخاري في السفينة مع الألف دينار. قصص تاريخية إسلامية قصيرة عن الأمانة

قصة قصيرة عن الامانة

قصة الامام البخاري في السفينة

في أحد الأيام ركب الأمام البخاري إحدى السفن قاصدا بلداً بعيداً يبحث فيه عن العلم، وكان معه صرة بها ألف دينار. تعرف عليه رجل في السفينة وتبادل مع الإمام البخاري أطراف الحديث، ثم عبر له الرجل عن حبه وارتياحه له.

وبينما يتحدثان فيما بينهما أخبر الإمام البخاري الرجل بأن معه صرة بها ألف دينار. وفي الصباح سمع ركاب السفينة أصوات صراخ عالي فاستيقظوا ليجدوا ذلك الرجل يبكي ويصرخ ويلطم على خديه ويمزق ثيابه، فسأله الناس ما بك فقال: كانت معي صرة بها ألف دينار ولا أجدها حيث تركتها! أمر قائد السفينة بتفتيش الركاب جميعهم.

فلما فطن البخاري لمكيدة من يدعي أنه صاحبه، أخرج السرة من جيبه من دون أن يراه أحد ورماها في البحر دون أن يلاحظه أحد من الركاب. ولما وصل أصحاب السفينة لتفتيش البخاري لم يجدوا في جيبه أي شيء.

فلما وصلوا إلى وجهتهم نزل كل من على السفينة فجاء الرجل الماكر إلى البخاري وسأله: أين أخفيت صرة الدنانير! فقال الإمام البخاري: لقد رميتها في البحر. قال الرجل للبخاري: كيف صبرت على ضياع كل مالك.

رد عليه الإمام البخاري: أيها الجاهل، هل تعلم بأني أفنيت عمري لأجمع أحاديث النبي الصادق الأمين، وقد اعتاد الناس على إنسان صادق وذي ثقة، فكيف تريدينني أن أخسر ثقة الناس بي في تهمة ملفقة من أجل حفنة من الدنانير المعدودة.

وهكذا غرقت الدنانير في جوف البحر المظلم، وبقيت سمعة الأمام البخارى ترفرف في السماء مثل أضواء الشمس المشرقة. ليعلم الناس درسا عظيما في الأمانة وأن ثقة الناس أغلى من جبال الذهب، وأن العلم لا يسكن قلبا تلوثه الشبهة.

العبرة من قصة الامام البخارى والالف دينار

لا تثق في الغرباء فليس كل الناس طيبة، وليس كل الناس سريعة البديهة مثل الإمام البخارى. فلو لم يفطن إلى خدعة ذلك اللص لكان وقع في شك عظيم ولكن الله تعالى حماه برحمته، ولو لم يفطن إلى المكيدة لكانت الناس ظنت به ظن السوء، ولأنه كان يحمل امانة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.