قصص الأنبياء: قصة موسى والخضر للاطفال بأسلوب مبسط وممتع
قصة موسى مع الخضر للاطفال
تبدأ قصة موسى مع الخضر عندما كان نبي الله موسى عليه السلام يوماً يخطب في قومه، فقال له أحدهم: يا نبي الله هل هناك من هو أعلم منك في الأرض؟ قال موسى: لا، ليس هناك من هو أعلم مني على الأرض، فعاتبه الله تعالى على نسيان فضله عليه، ثم أخبره بأن هناك عبداً صالحاً هو أعلم من موسى عليه السلام موجود بين مجمع البحرين.
أراد موسى أن يقابل ذلك الرجل، فأمره الله تعالى أن يأخذ معه حوتًا في وعاء، وفي المكان الذي سيسبح الحوت فيه سيجد سيدنا الخضر هناك. وصل موسى إلى مجمع البحرين، كانت الرياح تهب بقوة والسماء مليئة بالغيوم فوق مجمع البحرين، وكان النبيّ الكريم يمشي بخطى ثابتة مع غلامه، ينظر إلى هنا وهناك يبحث عن رجل لا يعرفه ولم يلقاه من قبل.
ظل النبيّ موسى وغلامه يبحثان عن الرجل الذي يريد مقابلته حتى شعرا بالتعب، فجلسا تحت صخرة بجوار البحر، فغلبهما النوم. خرج الحوت من الوعاء وسبح في الماء، لاحظ غلام موسى الأمر ولكنه نام ونسي أن يخبر موسى عليه السلام.
وبعد تلك الرحلة الطويلة طلب موسى من غلامه أن يحضر لهما الحوت ليأكلاه، فتذكر الغلام بأن الله تعالى أحيا الحوت وغاص في الماء. فبرر له عذره بأن الشيطان قد أنساه هذا الأمر المهم، فقال نبي الله موسى مبتسمًا: هذا ما كنا نريده.
فرجعا إلى المكان حيث ناما، فوجدا رجلا يلتحف بثوب، وكان هو الخضر عليه السلام، الرجل الذي فاق الأنبياء علماً. عرفه موسى فألقى عليه السلام، فرد الخضر عليه السلام، فقال له موسى: أريد أن أتبعك لأتعلم منك بعض ما علمك الله. رد عليه الخضر: إنك لن تستطيع صبراً معي.
أصر موسى عليه السلام وقال له: سأصبر إن شاء الله، وسأكون عند حسن ظنك بي. اشترط الخضر على موسى أن لا يسأله عن شيء يفعله، أو سيفعله حتى يشرح له هو السبب. بعد أن اتفق موسى والخضر عليهما السلام سارا نحو السفينة، عرف أصحابها الخضر فرحبوا بهم ولم يأخذوا منهم أجراً على ركوبهم.
عندما وصلت السفينة إلى منتصف البحر سمع الناس أصوات طرق، وإذا بالخضر يخلع لوحًا من ألواح السفينة، فزع موسى وراح يحاول سد هذا الثقب ويسأل الخضر: كيف تفعل ذلك بناس رفضوا أن يأخذوا أجراً منا، هل خرقتها لتغرق أهلها. رد عليه الخضر بكلمات قليلة، ثم ذكره بأن ألم أقل لك إنك لن تستطيع صبراً معي؟ اعتذر موسى عليه السلام للخضر قائلا له: لا تؤاخذني فلقد نسيت ذلك العهد.
بعد أن نزل موسى والخضر عليهما السلام من السفينة رأى غلمانٍ يلعبون فقتل أحدهم، غضب موسى عليه السلام وسأله: لماذا تقتل نفس بريئة وزكية بغير ذنب. رد عليه الخضر بالكلمات أنفسهن: ألم أقل لك إنك لن تستطيع أن تصبر معي؟ في هذه المرة لم يجد سيدنا موسى ما يبرره إلا أن قال: هذه هي الفرصة الأخيرة وإن سألتك عن شيء بعدها لا تصاحبني، وأسلك أنت طريقك وأنا طريقي.
فمشيا نحو قرية بخيلة طلبوا من أهلها الطعام والماء، رفض أهل القرية البخلاء أن يعطوا لموسى والخضر أي طعام. وجد سيدنا الخضر جداراً قديماً يوشك أن يسقط فأقامه بيديه، تعجب نبي الله موسى من صنيع الخضر مع قرية أهلها لئام لا يطعمون الجائع عندهم، فسأله: يمكنك أن تحصل على أجر لقاء عملك هذا!
هنا انتهت أعذار موسى عليه السلام فقال له الخضر: هذا هو فراق بيني وبينك، لأنك فعلا لم تستطع أن تصبر معي.
- السفينة: أما السفينة التي كنت أحاول إغراقها فهيا لمساكين ليس لهم من قوة يوم إلا عليها، فأردت أن أحدث فيها عيبا، لأن هناك ملكاً ظالماً يجمع السفن بالإجبار من البحارة.
- الغلام الصغير: هذا الغلام قاسي القلب طبعه الكفر، ولو كبر سيعوق والديه، وأبواه مؤمنان فأراد ربك أن يرزقهما خيرا منه.
- الجدار: أما الجدار الذي بنيته بيدي فتحته كنز ليتيمين يعملان في المدينة، فكيف أمن هؤلاء القوم البخلاء على كنز اليتيمين وهم لم يطعمونا نحن، فأراد ربك أن يحفظه لهما حتى يكبرا ويبلغا سن الرشد ليستخرجا كنزهما رحمة من ربك.
ثم أكمل الخضر عليه السلام قائلا: لم أفعل ذلك من تلقائي نفسي، بل هو أمر إلهي.
لا تنسي قراءة قصة يحيى عليه السلام للاطفال
العبرة من قصة موسى والخضر
- فوق كل ذي علم عليم: موسى عليه السلام نسب العلم إلى نفسه ونسي فضل الله عليه، ولكن الله عاتبه بالخضر. لذلك يجب أن لا ننسى بأن الله تعالى هو أحكم الحاكمين.
- أهمية طلب العلم: موسى عليه السلام كان نبياً وبالرغم من ذلك لم يتكبر على طلب العلم، لذلك العلم لا يقتصر على طبقة دون أخرى، فلربما تجد شخصاً لا يقرأ ولا يكتب يفوق علمه علمي وعلمك.
- أهمية الاستماع للمعلم والتأدب معه: عندما طلب الخضر من موسى أن لا يسأله عن أي شيء حتى يخبره هو، كما يجب على المعلم أن يفسر لطلابه مثلما فسر سيدنا الخضر لموسى عليه السلام.