قصة النبي يحيى عليه السلام - الولادة المعجزة والصفات العظيمة

author image
قصة النبي يحيي

قصة النبي يحيي عليه السلام

ورد ذكر قصة النبي يحيي أو (يوحنا) عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في القرآن الكريم في عدة مواضع، حيث ذكره الإسلام بالصلاح منذ نعومة أظافره. ولقد كانت ولادته معجزة لأبيه الذي بلغ من الكبر ما بلغ.

بعثة يحيى عليه السلام

حمل النبي يحيى عليه السلام أمانة الدعوة إلى الله الواحد الأحد، في ظل الضلال الذي حل كعادته ببني إسرائيل. بعد أن ضل بني إسرائيل طريق الهداية، بعث الله فيهم نبيه يحيى عليه السلام، لتذكيرهم وتعليمهم ما نسوا من التوراة.

ليس ذلك فقط، بل كان سيدنا يحيى يهيئ قومه للإنجيل، الذي سيُنزل بعد ذلك بوقت قصير على سيدنا عيسى عليه السلام. ومن نعم الله سبحانه وتعالى على نبيه يحيى الحكمة، حتى وهو صبي صغير.

فلقد كان يحكم بينهم بالعدل بما أنزل الله تعالى على نبيه موسى في التوراة، حتى بين علية القوم فيهم، فلقد كان يقول لهم أنتم على خطاء. كان يحيى عليه السلام نبيا تقياً كما وصفه القرآن الكريم: 

يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا (13) سورة مريم.

صلة القرابة بين يحيى وعيسى عليهما السلام

لقد كانت هناك صلة رحم تجمع بين يحيى وعيسى عليهما السلام من أمهاتهما وجدهما يعقوب عليه السلام، فلقد كانت أم يحيى السيدة (إليصابات بنت ياقوت)، زوجة النبي زكريا أخت جدة عيسى (حنة بنت ياقوت)، زوجة النبي عمران والد السيدة مريم عليهم السلام.

نستنتج من ذلك بأن هؤلاء الأنبياء قد عاشوا في زمن واحد، مع أن هناك بعض المصادر التاريخية التي تشير إلى أن يحيى ولد قبل عيسى بستة أشهر.

لكن ما تم إثباته هو أن الأختان تأخرتا في الإنجاب لحكمة إلهية. دعت حنة بنت ياقوت زوجة النبي عمران الله تعالى أن يرزقها بالولد، لتهبه لخدمة بيت المقدس، فرزقها مريم عليها السلام أم النبي المعجزة عيسى عليه السلام. بالنسبة للسيدة إليصابات فلقد تأخر حملها، ليرزقها الله تعالى بيحيى في الكبر بعد أن دعي زكريا عليه السلام ربه قائلا:

وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) سورة الأنبياء.

كيف كان النبي يحيى بَرًّا بوالديه؟

كان النبي الكريم يحيى لطيفًا جدًا في تعامله مع والديه، مطيعًا لهما، يسعى دائما لينال رضاهم، لأنه يعلم تمام العلم بأن رضا الوالدين من رضا الله تعالى، وإغضابهم حرام. كما أنه لم يغضب الله تعالى ولم يؤذ أحد أو يتكبر على أحد قط. ذكر عنه الله تعالي في القرآن الكريم:

وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14) سورة مريم

خشية الله تعالى في قلب نبيه يحيى

يحدثنا القرآن الكريم عن طهارة ورقة قلب النبي يحيى الذي جعلهما الله فيه. كما نفهم من ذلك أن الصفتين "اللين واللطف" هما من صفات الله عز وجل.

فلقد أنعم الله تعالى على نبيه يحيى بنعمة الرهبة منه تعالى. فلقد كان والده زكريا عليه السلام يتجنب ذكر النار أو العذاب أمامه، لأنه كان يبكي بشدة من لقاء الله تعالى. هناك موقف لنبي الله يحيى، أنه تاه عندما كان صبيا، لما كان والده يخطب في بني إسرائيل عن عذاب الله، بكى يحيى ثم هرب للغابة وهناك تاه فيها ووجده والده.

زكريا كان يتجنب ذكر النار إذا كان ابنه موجودًا، لأنه كان يبكي طويلًا من خشية الله. قصص عديدة عن هروب النبي يحيى إلى الغابة وهو طفل يبكي خوفاً ورهبة، ويبحث عنه والداه.

وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا

أصعب ثلاث مراحل تمر على أي إنسان هي ما سلم الله تعالى منها نبيه يحي، وهي:

  1. اليوم الذي يخرج فيه الإنسان من بطن أمه ويرى الحياة الدنيا.
  2. اليوم الذي يموت الإنسان فيه ليجد نفسه بين قوم لم يرَهم من قبل.
  3. يوم يبعث الله جميع خلقه أحياء فيجلسون كلهم في محشر عظيم بين الجنة والنار.

وقد منّ الله برحمته على نبيه يحيى بنعمة الأمن في تلك الأهوال الثلاثة، ليكون النبي يحيي قد اجتاز المحن الثلاثة بنجاح، سالمًا من كل مكروه، آمنًا بدينه وإيمانه.