5 قصص حقيقية قصيرة وملهمة: دروس لن تنساها أبدًا
في عالم تتسارع فيه الأحداث من حولنا، تظل القصص الحقيقية هي المفتاح الأقرب إلى أبواب قلوبنا، والسبب بسيط للغاية لأنها تنبع من تجربة حقيقية وواقعية مصدرها هو المشاعر الصادقة، أو الخطاء الذي يقع فيه الشرير في شر أعماله. في هذا المقال المفيد سنتكلم فيه عن خمس قصص حقيقية قصيرة وملهمة عاشها أشخاص مثلي ومثلك، كل واحد منهم خرج بدرس مفيد منه وباقي لنا أنا وأنت أن نتعلم منها الدروس.
1. قصة قصيرة حقيقية: الراحمون يرحمهم الله
كان هناك شاب يرجع من عمله متأخر كل يوم، وفي أحد أيام الشتاء القارصة كان هناك بائع موز بقية لديه كمية موز قليلة ينتظر أن يبيعها وينصرف إلى بيته. قرر ذلك الشاب أن يشتري الموز المتبقي مع الرجل حتى يعود إلى بيته بسرعة رحمة به وبالرغم من وجود بعض الموز في المنزل.
وفي الوقت نفسه خرج شاب آخر متجهاً إلى الرجل نفسه من الجهة الأخرى واشتري الموز منه. فأخبره الأول بأنه كان ينوي شراء الموز من الرجل ليعود إلى بيته من البرد، فقال له الثاني: بالفعل لدي موز في البيت ولكنني أردت أن أرحم ذلك الرجل من الوقوف في البرد.
فكر الرجل الأول في نفسه قائلا: ماذا يفعل هذا الرجل ليسخر الله تعالى له رحمة من في الأرض! وفي اليوم التالي رأي عامل نظافة يكنس بجوار عربته فأعطاه بعض الموز. فتذكر يا عبد الله أن الراحمين يرحمهم الله.
2. قصة قصيرة حقيقية: عادت حليمة إلى عادتها القديمة
حليمة بطلة هذا المثل هي زوجة رجل معروف بالكرم اسمه حاتم الطائي، بينما كانت حليمة مشهورة بالبخل الشديد، فعندما كانت تطبخ تضع القليل من السمن ويدها ترتجف خوفا من أن تزداد الكمية قليلا.
قرر حاتم أن يعلمها درسا في الكرم، فقال لها: أن القدماء كانوا يقولون إن المرأة إذا وضعت في طنجرة الطبخ ملعقة سمن كاملة زاد الله تعالى بعمر يوما، بالفعل طبقت حليمة كلام زوجها ليطال عمره، فلقد كانت تزيد في ملاعق السمن في أثناء طبخ الطعام، ويوما بعد يوم أصبحت يدها معتادة على السخاء وتركت البخل.
رزق الله تعالى حليمة بولد وحيد ربته وأحبته أكثر من نفسها، فلما مات حزنت عليه وأخذت تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى يقل عمرها وتموت بسرعة لتلحق بابنها. فقال الناس عنها: "عادت حليمة إلى عادتها القديمة"، وما زال هذا المثل متداولاً حتى يومنا هذا. الكرم صفة طيبة لا يحملها إلا الطيب.
3. قصة قصيرة أصنع بهم سراويل
كان هناك رجل يكسب رزقه من صنع القماش للمراكب الشراعية، يعمل طول السنة على خياطته وتطريزه، ثم يبيعه لأصحاب المراكب في آخر السنة. وفي نهاية سنة من السنوات سبقه تاجر إلى أصحاب المراكب وباع لهم بضاعته، فجلس الرجل حزينا بين الناس بعد أن ضاع رأس ماله وخربت تجارته، كان أصحاب المراكب يسخرون منه طوال وقت جلوسه.
فقال له أحدهم: لماذا لا تصنع من قماشك سراويل وتلبسهم؟ فكر الرجل قليلا ثم عاد إلى بيته وصنع سراويل بها جيوب كثيرة، ثم عاد بعد أيام لبيع بضاعته أعجب الجميع ببضاعته الجديدة فلقد كانت هذه أول مرة يلبس الناس سراويل بها جيوب.
الأزمة لا تعني نهاية العالم. لكن استجابتنا لها تحدد لنا تحويلها إلى نجاح أو نتراجع إلى الخلف ونستسلم.
4. قصة حقيقة مضحكة عن الغش
ذهبت سيدة إلى محل جزارة في وقت متأخر قبل أن يغلق، فقالت للجزار أريد دجاجة واحدة من فضلك، أخرج الجزار أخر دجاجة لديه من الثلاجة ووضعها على الميزان فوجدها تزن كيلو ونصفاً، قالت المرأة للجزار: الدجاجة صغيرة جدا هل لديك واحدة أكبر منها.
أخذ الجزار الدجاجة ووضعها في الثلاجة ثم أخرج الدجاجة نفسها لأنها الأخيرة لديه، ثم وضعها على الميزان الإلكتروني وقام بحركة خبيثة وهي وضع أصبع الإبهام على الميزان والضغط عليه، وصلت الدجاجة إلى وزن الاثنين كيلوا فرحت المرأة وقالت للجزار هذا ما كنت أبحث عنه أعطني الدجاجتين. حتى الآن صديقنا الجزار ما زال رأسه محشور في الثلاجة يبحث عن الدجاجة الثانية.
"حبل الكذب قصير والصدق أنجي".
5. قصة واقعية من الحياة مؤثرة
في يوم من الأيام دخلت سيدة سوداء ضخمة عريضة المنكبين وجهها لا يعجب أحد إلى مكتب محماة، أخذ المحامون الرجال يهربون منها واحد تلو الآخر حتى بقيت سيدة واحدة فقط معها. كانت مشمئزة من شكلها. جلست السيدة وبدأت تحكي قصتها قائلة: لقد كنت سيدة يهرب مني الرجال ولا تتقدم إلى الخطاب أبدا حتى بلغت سن الأربعين ولم أتزوج.
وفي يوم من الأيام جات إلى جارتي وطلبت مني الزواج بمقاول زوجته متوفية معه أربعة أطفال صغار، ولكن بشرط أن أخدمهم وألا أحصل على حقوق كزوجة، وافقت على شرطهم وتزوجت المقاول.
مرت السنوات وأنا أرعى الأولاد كأنهم أبنائي حتى أني عوضتهم عن حنان أمهم، فأصبحوا يحبونني كثيرا. ومع مرور الأيام زاد نجاح زوجي وأصبح غنيا جدا، والأغرب من ذلك أن حبه لي قد ازداد وأصبح يعاملني كزوجة له. مات زوجي وقد كتب لي الكثير من العقارات التي تقدر بالملايين، والغريب أن لا أحد من أولاده اعترض على ذلك. وأنا جات إليكم اليوم لأعيد إليهم أملاكهم التي كتبها لي والدهم.
أخرجت المرأة من حقيبتها عقوداً وأوراقاً تثبت صحة كلامها، صمت السيدة قليلا احتراما وتبجيلا لأيقونة الوفاء الجالسة أمامها، فلقد تجمدت الكلمات على لسان الفتاة التي كانت مشمئزة منها قبل قليل، بعد أن رأتها تنفر من شيء يشقى لأجله الجميع ويبحثون عنه.
فبدأت تتحدث معها بخجل شديد، أمي لماذا لا تتركين لنفسك على الأقل عقاراً واحداً أو منزل منهم تحسبا لتغير الزمن. ردت عليها المرأة: لا، فلقد رزقني الله بالحب بعد أن نفر الناس مني قادر أن يرزقني كل ما أحتاج. وحصلت المرأة على ما تريد.
ليس كل امرأة جميلة طيبة ولكن كل امرأة طيبة جميلة، لا تحكم على الناس من وجوههم، بدل من ذلك ألقي نظرة ولو خاطفة إلى قلوبهم علك تجد ما تبحث عنه.
خاتمة القصص الحقيقية الخمس
العالم مليء بالقصص الحقيقة ذات العبر المؤثرة، بداية من قصة صانع قماش المراكب الذي حول فشله إلى نجاح، ختاما بقصة الحكم على الناس من خلال المظاهر، هذه القصة حملت معها الكثير من المعاني القيمة بداية من نفور الناس واشمئزازهم من شكلها ليكتشفوا في نهاية الأمر أنها تحمل قلبا لا يقدر بثمن.