قصة الإسراء والمعراج مختصرة مكتوبة بأسلوب شيق
رحلة الإسراء والمعراج أحد الأحداث البارزة في التاريخ الإسلامي، وهي من معجزات النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - المذكورة في سورة الإسراء، كما ورد ذكر قصة الإسراء والمعراج في عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة.
قصة الإسراء والمعراج مختصرة
بعد أن مر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأيام صعبة، منها وفاة أقرب الناس إلى قلبه عمه أبو طالب، وزوجته السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها وأرضاها - فيما سمي بعام الحزن. وفي أحد الأيام جاء إلى محمد ﷺ وحي السماء جبريل عليه السلام بدابة اسمها البراق، حجمها بين البغل والحمار.
طلب جبريل من سيدنا محمد أن يركب معه البراق، ثم انطلقا في رحلة عجيبة يعجز العقل البشري عن استيعابها. فماذا رأى النبي ﷺ في رحلة الإسراء والمعراج. قال تعالي:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، (الإسراء:1)
رحلة الإسراء والمعراج
وصل محمد ﷺ بصحبة جبريل عليه السلام من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، وهناك صلى بالأنبياء والرسل إماما. بعد إتمام الصلاة عرج النبي الكريم جبريل عليه السلام إلى السماء، وهناك مر بعدد من الرسل والأنبياء، كما رأي أمورا غيبية وعجيبة.
سدرة المنتهى
وصل النبي ﷺ إلى سدرة المنتهى وهي أعلى مكانة في السماء السابعة، حيث طلب جبريل من محمد ﷺ أن يتقدم هو من دونه قائلا: لو تقدمت لاحترقت ولو تقدمت أنت لاخترقت يا محمد. وهذا تكريم من الله تعالى لنبيه أن يوصله إلى مكانة لم ولن يصلها أحد من قبله أو بعده. وهناك قابل محمد ﷺ ربه وعلمه الوصايا، وحدود الدين، بعد ذلك عاد سيدنا محمد إلى مكة المكرمة في الليلة نفسها.
{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}. (النجم 18:12)
وقد اختلف العلماء في رؤية الرسول لله تعالى، ليحسم الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله هذا الجدل بقوله (إن لم يكن رآه بعين الدنيا فقد رآه بعين الآخرة).
ما الفرق بين الإسراء والمعراج
الإسراء في معجم اللغة العربية يعني المشي ليلا أو الرحلة الليلية، والإسراء هو الحدث الذي وقع للنبي في الليل، عندما أُسَرِيٌّ به من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف.
أما المعراج فمعناه في اللغة العربية صعود السلم أو الدرج، حيث عرج النبي ﷺ إلى السماء بصحبة أخيه جبريل عليه السلام للقاء ربه، وأخذ التعاليم الإسلامية منه سبحانه وتعالى.
أسباب الإسراء والمعراج
يوجد العديد من الأسباب المذكورة حول رحلة الإسراء والمعراج، نذكر منها:
1. زيادة إيمان النبي ﷺ: فأثناء دعوة قومه كان النبي ﷺ يتعرض منهم لشتى أنواع الأذى والاضطهاد، ولتكون رحلة الإسراء والمعراج بمثابة التأيد الإلهي لنبيه وليثبت فوائده.
2. حفظ مكانة المسجد الأقصى: المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى، ورحلة الإسراء والمعراج لتثبيت مكانة المسجد الأقصى في قلوب المسلمين.
3. فرض الصلاة على المسلمين: فرض الله عز وجل الصلاة على أمة محمد في ليلة الإسراء والمعراج. وكانت خمسون صلاة يجب على المسلمين تأديتها، فأحس موسى عليه السلام محمد ﷺ أن يطلب منه التخفيف حتى أصبحت خمس، ثم استحى أن يطلب صلى الله عليه وسلم من الله التخفيف أكثر من ذلك.
4. تعليم الرسول ﷺ بعض من أمور الغيب: فقد رأى ﷺ بعض الغيبيات منها نعيم أهل الجنة، وعذاب أهل النار، وخلق السماوات والأرض.
كم استغرقت رحلة الإسراء والمعراج؟
اختلف العلماء في تحديد الوقت الدقيق الذي قضاه النبي ﷺ في المدة التي قضاها النبي محمد ﷺ في رحلة الإسراء والمعراج، فمنهم من يقول إن الرحلة كانت سبع ساعات، فيما يراه الباقون أنها كانت ليلة كاملة.
كيف قابل المشركون رحلة الإسراء والمعراج
عندما أخبر النبي محمد ﷺ قومه سخروا منه كما طلب المشركون منه أن يذكر لهم شيء مما رآه وهو في الأعلى، فأخبرهم النبي محمد ﷺ بأن ثمة قافلة قادمة من الشام إلى مكة وقد مرت من طريق كذا وستصل في اليوم كذا. وعندما وصلت القافلة أسرع أهل مكة يسألونهم عن الطريق الذي مروا به، ليفاجئهم هم بما راو فبهت الذي كفر.
خاتمة قصة الإسراء والمعراج
قصة الإسراء والمعراج قصة عظيمة مليئة بالعبر والدروس، وهي من الأحداث التي تثبت صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. ويجب على المسلمين أن لا يغفلوا عن تلك القصة الجميلة ويعظموا من شأنها. إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا والذي تمثل في تلخيص رحلة الإسراء والمعراج، لا تنسى مشاركة المقال مع أصدقائك وعائلتك ومشاركتنا أراءكم.