موقف الإمام طاووس اليماني مع الخليفة هشام بن عبد الملك: قصة الحق في وجه السلطة

author image

قصة إسلامية وتاريخية جرت أحداثها بين الخليفة الأموي والإمام التابعي الجليل. في زمن الخلافة الأموية، وتحديدًا في عهد هشام بن عبد الملك، وقعت حادثة عظيمة ترويها كتب التاريخ، تُظهر فيها ثبات العالم على الحق، وجرأته في قول كلمة العدل حتى أمام أعتى السلاطين.

قصة طاووس اليماني مع هشام بن عبدالملك
قصص إسلامية للاطفال

قصة طاووس اليماني وهشام بن عبد الملك

ذات يوم جاء الخليفة هشام بن عبد الملك ليحج بيت الله الحرام في مكة، فلما دخل إليها، قال ائتوني برجل من الصحابة، فقيل له يا أمير المؤمنين قد توفوا ولقوا ربهم، فقال ائتوني بأحد التابعين إذا.

فجاء إليه بالإمام طاووس اليماني، فلما دخل خلع نعليه عند حاشية بساط الخليفة، ولم يسلم عليه بإمرة المؤمنين، بل قال السلام عليك يا هشام، ولم يكن، ثم جلس إلى جواره، وقال كيف أنت يا هشام، فغضب هشام غضبًا شديدًا، حتى إنه أراد قتله، فقيل له أنت في حرم الله وحرم رسوله، ولا يمكن ذلك.

فقال الحاشية يا طاووس ما الذي حملك على ما صنعت، قال طاووس وماذا صنعت، فازداد هشام غيظًا وغضبًا، وقال لطاووس يا هشام، لقد خلعت نعليك بجوار حاشية بساطي، ولم تقم بتقبيل يدي، ولم تسلم على بكنية أمير المؤمنين، وجلست بإزائي بغير إذني، وقلت كيف أنت يا هشام باسمي ولم تقل أمير المؤمنين.

رد طاووس على الخليفة بحكمة حيث قال له، بالنسبة لخلع نعلي عند حاشية بساطك، فإني أخلعهما بين يدي رب العالمين خمس مرات كل يوم، فلا يغضب منه ولا يعاقبني على ذلك.

أما عدم تقبيلي يدك، فلقد سمعت أمير المؤمنين -رضي الله عنه- علي بن أبي طالب يقول لا يجوز لرجل تقبيل يد أحد إلا زوجته لشهوة أو ولده من رحمة.

وأما أنك قلت لم تسلم علي بإمرة المؤمنين، فليس الناس كلهم راضين بإمرتك، فكرهت أن أكذب. وأما قولك لم تكن لي، فإن الله تعالى سمى أنبياءه وأولياءه، فقال يا يحيى يا عيسى، وكنا أعداءه، فقال تبت يد أبي لهب.

وأما قولك جلست بإزائي، فإني سمعت أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- يقول، إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار، فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام.

فطأطأ هشام رأسه، وقال له عظني، فقال طاووس سمعت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول، إن في جهنم حياة كالقلال، وعقارب كالبغال، تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته، ثم قام وانصرف، وترك هشام يبكي حتى علا نحيبه.