قصة قبل النوم للأطفال: السلحفاة الحزينة تتعلم حب نفسها

author image

  هذه قصة قبل النوم للأطفال تحمل درسًا رائعًا عن الثقة بالنفس وتقبل الذات. ستساعد طفلك على النوم بهدوء مع رسالة إيجابية تظل معه حتى يكبر. في هذه القصة ستتعلم درسا قيما عن مشكلة مقارنة الذات بالآخرين، وكيف يمكن أن تحب ذاتك وتقدر ما تملك.

قصة قبل النوم للاطفال

السلحفات الحزينة

في غابة بعيدة كانت تعيش سلحفاةً صغيرة، كانت تشعر دائما بأنها بطيئة وغير مهمة مقارنة بالحيوانات الأخرى. كانت ترى الأرنب يجري بسرعة، والطاوس يتباهى بريشه الملون، والعصفور يغني بأجمل الألحان، بينما هي كانت تشعر بأنها مجرد سلحفاةً بطيئة وبسيطة.

كيف ساعدت البومة السلحفات

ذات يوم بينما كانت السلحفاة تجلس تحت شجرة كبيرة تبكي بحزن، سمعتها بومة حكيمة كانت تعيش في أعلى الشجرة. نزلت البومة وسألتها لماذا تبكين يا أيتها السلحفاة؟ أجابت السلحفاة أشعر بأني لا شيء مقارنة بالحيوانات الأخرى، أنا بطيئة وليس لدي ريش جميل ولا أستطيع الغناء، حياتي بلا معنى.

ابتسمت البومة وقالت هل تعرفين لماذا أنا سعيدة؟ لأنني لا أقارن نفسي بالآخرين، كل حيوان في هذه الغابة له دور خاص. تعالي سأريك شيئا. قصص قبل النوم للأطفال لا تُروى فقط للتسلية، بل لتعليمهم دروسًا تُبني شخصياتهم.

هل الأرنب سعيد بسرعته؟

أخذت البومة السلحفاة إلى مكان يعيش فيه أرنب سريع، قالت البومة للأرنب كم أنت محظوظ، أنت سريع جدا ويمكنك الجري في كل مكان، لكن الأرنب أجاب بحزن، نعم أنا سريع لكنني دائما أشعر بالخوف.

هناك الكثير من الحيوانات المفترسة التي تريد اصطيادي، أتمنى لو كنت قويا مثل الدب، تعجبت السلحفاة من كلام الأرنب، فهي لم تكن تعلم أن الأرنب يشعر بالخوف رغم سرعته.

هل الطاووس سعيد بلون ريشه؟

ثم ذهبت البومة والسلحفاة إلى مكان يعيش فيه طاووس جميل، قالت البومة كم أنت جميل، ريشك ملون ويخطف الأنظار، لكن الطاووس أجاب بحزن، نعم ريشي جميل، لكنني لا أستطيع الطيران عاليا مثل العصفور. أحيانا أشعر بأنني مجرد ديكور لا أكثر. تعجبت السلحفاة مرة أخرى، لم تكن تعلم أن الطاووس يشعر بالنقص رغم جماله.

هل العصفور سعيد بصوته الجميل؟

أخيرًا ذهبت البومة والسلحفاة إلى مكان يعيش فيه عصفور صغير، قالت البومة كم أنت جميل ومحظوظ أيها العصفور، يمكنك الطيران عاليا وتغني بأجمل الألحان، لكن العصفور أجاب بحزن، نعم أستطيع الطيران، لكنني دائما أشعر بالقلق، هناك الكثير من الحيوانات التي تريد استياضي، وأحيانا أشعر بأنني ضعيف.

الدب بالرغم من قوته هل هو سعيد؟

قررت البومة أن تأخذ السلحفاة إلى دب قوي يعيش في أعلى الجبل، قالت البومة هذا الدب قوي جدا ولا يخاف من أي حيوان، لكن الدب أجاب بحزن، نعم أنا قوي، لكنني أشعر بالوحدة، الحيوانات تخاف مني ولا أستطيع أن أكون صديقا لأحد. تعجبت السلحفات مرة أخرى، لم تكن تعلم أن الدب يشعر بالوحدة رغم قوته.

قد يعجبك: قصة الخراف السبعة والذئب

حتي السمك ليس سعيد

ثم ذهبت البومة والسلحفاة إلى نهر صغير حيث تعيش سمكة ذهبية، قالت البومة كم أنت محظوظة تعيشين في الماء وتسبحين بكل حرية، لكن السمكة أجابت بحزن، نعم أنا سعيدة في الماء، لكنني أشعر بالحصر، النهر صغير ولا أستطيع رؤية العالم مثل الطيور.

هل فهمت السلحفات الدرس؟

بعد أن قابلت السلحفاة كل هذه الحيوانات عادت إلى البومة وقالت لقد فهمت الآن وتعلمت درسًا لن أنساه، كل حيوان لديه مشاكله الخاصة ولا أحد سعيد تماما كما يبدو. ابتسمت البومة وقالت بالضبط لا تقارني نفسك بالآخرين أنت سلحفات قوية وصبورة ولديك دور مهم في هذه الغابة، تذكري كل شيء في هذه الحياة له جماله وقيمته.

منذ ذلك اليوم توقفت السلحفاة عن مقارنة نفسها بالآخرين،  وبدأت تركز على نقاط قوتها، أصبحت فخورة بكونها سلحفاة وعاشت حياة مليئة بالرضى والسعادة.

الدروس المستفادة من قصة السلحفاة

العبرة من هذه القصة أن مقارنة أنفسنا وحياتنا بالآخرين يمكن أن تكون مدمرة، وأن الرضى عن الذات هو مفتاح السعادة، بدلا من التركيز على ما نفتقده يجب أن ننظر إلى ما لدينا ونقدره، كل شخص لديه دور فريد في الحياة، ومهمتنا هي أن نكتشفه ونعيشه بفخر.

هذه القصة مثالية لأن تكون قصة قبل النوم للأطفال، فهي خفيفة وحكيمة، وتزرع فيهم قيمة الرضا عن النفس.